الأهرام
مكرم محمد احمد
طعنة أمريكية لأكراد سوريا!
فيما يشبه ان تكون طعنة خنجر، وجهت واشنطن على لسان نائب الرئيس جون بايدن تحذيرا خطيرا لاكراد سوريا الذين كانوا تعتبرهم حتى الامس أكثر حلفائها عزما على محاربة داعش من محاولة ان يقيموا لانفسهم كيانا للحكم الذاتي، او مجرد ممر كردى او اى من صور التجسيد السياسى للهوية الكردية شمال سوريا،كما طلبت واشنطن من القوة الكردية المسلحة التى دخلت مدينة منبج السورية على الطريق إلى الرقة عاصمة داعش تحت مظلة القصف الجوى الامريكى سرعة الانسحاب من منبج، وإلا امتنعت الولايات المتحدة عن تقديم اى عون للاكراد السوريين، وقد انسحبت القوة الكردية المسلحة بالفعل من مدينة منبج رضوخا للتحذير الامريكى.

وفيما يشبه ان يكون اسفا واعتذارا لتركيا،أعلن نائب الرئيس الامريكى بايدن خلال زيارته الاخيرة لتركيا عن مساندة واشنطن لدخول القوة المدرعة التركية سوريا واستيلائها على مدينة جرابلس التى كانت واحدة من اهم نقاط عبور المؤن والامدادات والمقاتلين إلى داعش فى كل من سوريا والعراق،وبالطبع ألقت التهديدات الامريكية ظلالا كثيفة على آمال اكراد سوريا فى ان يكون لهم كيان للحكم الذاتى يماثل الوضع فى كردستان العراق الذى تم الاتفاق عليه بين صدام حسين والملاالبرزانى و يكاد يرسخ وجوده الآن كدولة مستقلة تطالب بالانفصال عن العراق،وتشكل هاجسا مقلقا لتركيا التى تضم العدد الاكبر من الاكراد فى الدول الثلاث سوريا وتركيا والعراق، يتطلعون إلى الهدف ذاته. وبسقوط منبج وجرابلس اصبح الطريق مفتوحا لاستعادة مدينة الرقة التى اعلنتها داعش عاصمة رسمية لخلافة ابوبكر البغدادى..، والواضح ان الهدف الاول من زيارة نائب الرئيس الامريكى بايدن إلى تركيا هو التأكيد على اهمية التحالف الامريكى التركي، وتسليم واشنطن أخيرا بأهمية المطلب التركى فى ان تكون هناك منطقة عازلة شمال سوريا تلح عليها تركيا قبل ثلاثة اعوام،أعترافا بأهمية تركيا عضوا فى حلف الناتو وتجنبا للمخاطر التى يمكن ان يتسبب عنها محاولة اردوغان تغيير تحالفاته وتحسين علاقاته مع موسكو!. لكن هذه التطورات على خطورتها لم تمنع تركيا من الاعتراف بخطأ سياساتها تجاه سوريا، وعزمها على تصحيح هذه السياسات التى زادت من مصاعب تركيا إلى حد اعلان نائب رئيس الوزراء التركى ان انقرة قد لاتعترض على بقاء بشار الاسد رئيسا لسوريا خلال الفترة الانتقالية إلى ان يتم اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية سورية جديدة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف