الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
فريضة الحج مدرسة "1"
.. إننا نعيش هذه الأيام موسماً ايمانياً جليلاً يتضوع بالإيمان.. وتفوح منه شذا الذكريات وأريج النفحات وعبير العظات.. وأعني به موسم "اللقاء الأنور والمؤتمر الأكبر: عن الحج الأكبر" بخاصة ان فيه جلالاً هو من صافي الإسلام وجمالاً هو من خالص الهدي وإشراقاً هو من صريح النور واحكاما من تأملها استشف بنور قلبه التوقير المعظم للعلي الأعلي سرا وجهرا والتعظيم الموقر لشعائره الجليلة قلبا وقالبا وهكذا إذا أردنا أن نتأمل في "مدرسة فريضة الحج الكبري" سنجد فيها من شائق الدروس ما تقوي به فتور القلوب وتستقيم به نزعات النفوس:
إن الحج هو: لغة القصد إلي معظم وشرعا اعمالا مخصوصة تؤدي في زمان مخصوص ومكان مخصوص علي وجه مخصوص وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والاجماع وفي العمر مرة واحدة لمن استطاع إليه سبيلا وفي ضوء كل من توافرت فيه شروط وجوبه وشروط صحته وأركانه وواجباته وسننه ومندوباته ومكروهاته ومحرماته. قال تعالي "ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" "سورة آل عمران 97" "الفقه علي المذاهب الأربعة" هذا مع ملاحظة ان المختار "لدي جمهور العلماء" ان إيجابه كان سنة ست بعد الهجرة لأنه نزل فيها قوله تعالي "وأتموا الحج والعمرة لله" "البقرة 196" وهذا مبني علي ان الاتمام يراد به ابتداء الفرض "فقه السنة" هذا ولقد رغب ربنا الأعلي والشارع الحكيم في أداء فريضة الحج وإليك بعض ما ورد في ذلك.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال "إيمان بالله ورسوله" قيل ثم ماذا؟ قال: "ثم جهاد في سبيل الله" قيل ثم ماذا؟ قال "ثم حج مبرور" أي الحج الذي لا يخالطه إثم.
- عن عائشة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله: تري الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ لكن أفضل الجهاد "حج مبرور" قالت فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا "رواه الشيخان".
- وعن عمرو بن العاص قال: "لما جعل الله الاسلام في قلبي أتيت رسول الله فقلت: ابسط يدك فلأبعايك قال: فبسط فقبضت يدي: فقال ما لك يا عمرو؟ قلت اشترط قال تشترط ماذا؟ قلت أن يغفر لي قال: اما علمت ان الاسلام يهدم ما قبله وان الهجرة تهدم ما قبلها وان الحج يهدم ما قبله" - "رواه مسلم".
- روي الشيخان "البخاري ومسلم" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
هذا والذي لا شك فيه أيضاً ان "الحج" فريضة إسلامية لها آدابها ولوازمها وبدونها لا تؤتي ثمراتها ولا تظهر مغانمها ثم عليه بعد ذلك أن يعزم علي الأداء وتحمل المشقات والأعباء وبعد أن يتوب توبة نصوحا ويحسن اختيار الرفقة وهذا مما يشير إليه حديث الرسول "من حج لله فلم يرفث "يجامع" ولم يفسق "يعصي" رجع كيوم ولدته أمه" "أي بلا ذنب". "الترغيب والترهيب" ولا غرو بعد ذلك: فإن كل قادر علي الحج يستجيب لنداء ربه وإلي ضيافة الرحمن الرحيم وإلي ساحة الرضوان وإلي البيت الأول الذي باركه الله وشرفه "وللحديث بقية".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف