عبد الرحمن فهمى
حكاية السكر.. حكاية غريبة
صحف يوم "الجمعة" الماضي تحمل مانشيتاً يقول:
- وصل كيلو السكر إلي 7.5 "سبعة جنيها ونصف الجنيه"!!!
كل الصحف كتبت هذا بما فيها صحيفتان قوميتان!!! ويبدو أن كيلو السكر كان أرخص من هذا بكثير.. ثم تقرأ تفاصيل المانشيت في داخل الصحيفة فتجد أن كيلو السكر سيصل خلال الأيام القليلة القادمة إلي عشرة جنيهات!!! ما لم تتدخل الحكومة بسرعة.. بل بأقصي سرعة لإنقاذ الموقف باستيراد خمسمائة ألف "500 ألف" كيلو سكر خلال الأيام القادمة.. لسبب بسيط أن الكمية الموجودة حاليا في السوق لطرحها في الشهرين القادمين سبتمبر وأكتوبر كميات محدودة للغاية!!! وهنا سيتدخل قانون "العرض والطلب" وسترتفع الأسعار!!!
- طيب.. ما سبب هذه الكارثة المفاجئة؟؟؟
- الرد.. ليس هناك مفاجأة.. هناك شركتان "لا داعي لذكر الأسماء".. الشركتان منذ زمن طويل تستورد كل شهر 300 ألف كيلو وتطرحها في السوق.. تصوروا.. كل شهر!!!.. إحدي الشركتين لم تستورد هذا العام ولا كيلو واحد والشركة الثانية استوردت كالعادة 150 ألف كيلو وهذا لا يكفي.. وهذا سبب الكارثة.. طيب أين كانت وزارة التموين طوال الثمانية أشهر الماضية؟؟.. لا إجابة!!! يقول المسئولون في الوزارة إنهم حاولوا تحديد مواعيد للاستيراد وتحديد الكميات باعتبار أن السكر مادة تموينية هامة جدا دون جدوي مع هاتين الشركتين.
موضوع السكر لم تتم إثارته في الصحف يوم الجمعة الماضي علي طريقة المثل القديم "وقع العجل فكثرت السكاكين" ولكن سبب النشر أن المحلات رفعت سعر السكر في هذين اليومين بالفعل إلي سبعة جنيهات ونصف الجنيه.. وصدقوني إذا قلت لكم إنني لا أعرف حتي كتابة هذه السطور كم كان السعر القديم!!!
***
بغض النظر عن كل هذا.. السؤال الآن هو:
- هل سيتم استيراد الخمسمائة ألف كيلو سكر هذا الأسبوع علي الأكثر.. فقد اتضح أن السكر المستورد يحتاج لعملية "تكرير"!!! قبل طرحه في السوق.. نحن في سباق مع الزمن.. وهذه مسئولية الوزارة كلها الآن قبل أن يصل سعر الكيلو إلي عشرة جنيهات كما يقولون.
وأهمية السكر لا تقل عن أهمية رغيف العيش.. محدودو الدخل كما يسمونهم - رغم أننا كلنا أصبحنا محدودي الدخل - هؤلاء مع كوب الشاي الذي يحتاج لمعلقتين سكر علي الأقل مع "القراقيش" - لا أقول "ساليزون" ولا حتي بسكويت.. قراقيش ريفنا وبلدتنا.. دقيق ونقطة زيت.. لا سمن ولا زبدة!!! مع كوب الشاي الأسود الغامق يملأ البطن حتي لا تصرخ البطن مع الأطفال الصغار!!!
***
الرغيف قل وزنه وغلا ثمنه.. قلنا البديل الأرز.. في آخر لحظة تم منع تصديره فخسرنا في الدولار والميزان التجاري وهذا "الكلام التخين"!!! فجاء الدور علي السكر!!! هل هذه مؤامرات يتم تدبيرها لنا في الخفاء.. نحن لها.. مهما عملوا!!! المهم أن ننتبه لكل ما يدار لنا من وراء ظهورنا.. وسننتصر عليهم بإذن الله تعالي.