طارق الأدور
اتحاد كرة.. في الأحلام فقط
لن أخفي حالة التشاؤم الشديدة التي أشعر بها قبل أن يتحدد مصير إدارة الجبلاية في انتخابات اتحاد الكرة خلال ساعات قليلة.
وسبب هذه الحالة أنني غير متفائل بالمرة بما ينتشر في الوسط من حالة العداء والكراهية الشديدة بين كل المرشحين بلا استثناء معاً ينذر بمجلس إدارة متنافر ومتخبط لن يعمل لصالح الكرة المصرية.
وأري أن الكرة المصرية لم تكن بحاجة في تاريخها لمجلس متناسق مثلما هي في هذا الاحتياج في الوقت الحالي التي انهارت فيه انهياراً شديداً وابتعدنا خلاله عن كل البطولات العالمية والدولية.
الكرة المصرية عانت في السنوات الماضية الأمرين من ملفات عديدة بدون حل مثل ملف إعادة الهيبة والقوة لبطولة الدوري التي لم يعد لها نفس القدر من الاحترام كما كانت في الماضي.
وهناك ملف عودة الجماهير والروح والحياة للملاعب وهو الملف الذي فشل فيه الاتحاد السابق فشلاً ذريعاً في كل الاتجاهات.
والملف الثاني الخاص بإعداد أجيال من الناشئين لمد المنتخب الأول باستمرار بالمواهب وهو ملف شهد فشلاً ذريعاً في السنوات الماضية بعد أن أصبحنا لا نتأهل حتي للبطولات القارية علي مستوي الناشئين والشباب بعد ان كنا نفوز ببطولات القارة ونتأهل لكأس العالم للمراحل السنية.
وهناك ملف حقوق البث التليفزيوني والرعاية وهي أكثر الملفات التي شهدت فساداً في السنوات الأخيرة لأن أعضاء الاتحاد أنفسهم كانوا أطرافاً مباشرة للاستفادة من تلك الحقوق واظن ان الأمر سيستمر بضراوة في المجلس الجديد لتواجد عدد كبير من المرشحين أصحاب الاستفادة المباشرة "حتي لو من الباطن".
هناك ملف الحكام الذي أصيب بضربات قاسية في الفترة الأخيرة بسبب الصراع التقليدي بين الأهلي والزمالك وضعف اتحاد الكرة لمواجهة المسئولين في الأندية وعتابهم علي تصريحاتهم النارية ضد الحكام.
نريد اتحاداً يعمل للتخطيط الجيد للكرة المصرية لسنوات طويلة ويضع خططاً استراتيجية تصلح لكل العصور والأجيال وتتناقله بعده المجالس المتتالية دون ان تتعرض للنسف من كل اتحاد جديد علي طريقة "انسف حمامك القديم".
نريد اتحاداً يعمل لمصلحة الكرة وليس لمصالح اعضائه.. نريد اتحاداً يعمل بشرف وضمير لإعادة روح الشعب "كرة القدم" إلي نضارتها وقوتها.. نريد اتحاداً أقوي من الأندية والهيئات كلمته مسموعة للجميع ولا يتهدد بوعيد أي شخص مهما كان شأنه.. يعمل للصالح العام فقط.. ولكن للأسف استيقظ دائماً علي أن هذا الاتحاد المرجو.. لن يأتي إلا في الأحلام.