عباس الطرابيلى
تشويه سمعة المعمورة.. لماذا؟
أعشق الإسكندرية- بعد دمياط- في الشتاء أكثر من الصيف.. وبالذات المعمورة الشاطئ، التي كان للخديو عباس حلمي الثاني فضل اكتشافها عندما اكتشف منطقة المنتزه وأقام فيها قصره الرابع أواخر القرن 19!! ومن أهم أسباب عشقي للمعمورة، أنها آمنة أكثر من غيرها لكل المقيمين فيها، أو ملاكها.. وأفضلها كثيراً حتي علي القري السياحية، في الساحل الشمالي الغربي.
ولأنني من سكان المعمورة القدامي كنت أعاني من بعض سلبياتها في السنوات الأخيرة- رغم كثرة إيجابياتها- وفي مقدمة السلبيات القديمة عجز أجهزتها عن مواجهة هجمات الناموس.. وكثرة الذباب.. وتراكم القمامة.. والأهم طفح المجاري حتي في أهم شوارعها الموازية للشاطئ بالذات. وكانت هذه السلبيات تظهر، أكثر أيام الجمعة.. والإجازات والأعياد. بسبب زوار اليوم الواحد.. ومن أشد ما يزعج سكان المعمورة الشاطئ، خصوصاً في الأعوام الأخيرة، انتشار موتوسيكلات «البيتش بوجي» المزعجة للغاية.. ولا أعرف عشق مستأجريها علي الجري بها بعد منتصف الليل!! ولأنني من عشاق الخضرة والحدائق والأشجار كنت أعاني من انخفاض الاهتمام بالحدائق!!
<< ولكنني هذا العام وجدت الأمر مختلفاً. مثلاً زادت المساحة الخضراء.. والزهور بشكل خاص، ليس فقط بين العمارات والفيلات.. ولكن أيضا علي الشاطئ.. وبأشكال جميلة ولم تقتصر هذه الأعمال علي عملية التعليم وحدها.. بل امتدت إلي زيادة المساحات المزروعة.. وبأشكال رائعة .. وكانت أكبر البلاوي القديمة- حتي العام الماضي- هي انتشار الناموس.. وأشهد أن الوضع تغير تماماً. إذ- وأقسم بالله- لم أشاهد ناموسة واحدة في المعمورة هذا العام. وواضح أن عمليات المقاومة لم تقتصر فقط علي ما هو داخل منطقة المعمورة الشاطئ.. بل امتدت إلي خارجها، أي المزارع الممتدة من غرب المندرة وإلي المعمورة البلد وأيضا أبوقير.. للقضاء علي مناطق توالد الناموس.. وهذا وحده عمل رائع، تحمد عليه الإدارة الحالية للمعمورة..
<< ورغم ما تعانيه معظم مدن مصر، وبالذات في الاسكندرية، فإن المعمورة لا تشاهد الآن تجمعات أو تلال الزبالة التي تشكو منها كل مصر.. والسبب هو نظام جمع القمامة علي مدار 24 ساعة يوميا الذي لا يجعل أي قمامة تتجمع حتي في مناطق الأسواق.. وأشهد أن الكناسين يعملون من قبل السابعة صباحاً والناس نيام.. ورأيت سيارات سحب المجاري واقفة بلا عمل.. بعد أن خضعت الشبكة لعمليات تسليك وتجهيز من قبل الصيف بشهور.. فماذا تريد أكثر من ذلك.. وتذكروا العجمي!!
<< وكل ذلك يحتاج لتمويل ذاتي.. أو زيادة بعض الرسوم لدخول المعمورة نفسها.. وللشواطئ.. ولهذا- مع تنظيم الدخول والاستمتاع- سبب غضب فئات المنتفعين بالمعمورة سابقاً من السماسرة.. والبوابين وتجار كارنيهات الدخول.. وهم يعرفون من أين تؤكل الكتف.. نقصد ينتفعون.. وما أكثرهم هم ومن وراءهم..
<< شكراً للدكتور مصطفي الصياد رئيس شركة المعمورة، وأصغر رئيس شركة عامة في مصر.. وأيضا للعميد عمرو صلاح عبدالعزيز مدير أمن المعمورة.. اللذين لا أعرف كيف ينامان.. ولا كم ساعة ينامان.