المساء
محمد جبريل
ع البحري .. المفسدون في الأرض


إذا كانت سلسلة التحقيقات التي أفرد لها الزميل علي فاروق مساحة من "المساء الأسبوعية" قد كشفت الكثير من أوجه الفساد في حياتنا. فإن النتائج التي انتهت إليها تحقيقات علي فاروق يجب ألا تقف عند حد إجبار وزير التموين علي تقديم استقالته.
ذكرت "المساء الأسبوعية" أن استقالة الوزير بداية تحقيقات واسعة تشمل العديد من قيادات الوزارة لبتر ظاهرة الفساد في القطاع الحكومي ذي الصلة الأعمق بالمواطنين. لأن مهمة وزارة التموين - كما نعلم - هي توفير احتياجات المواطنين. والطبقات الفقيرة بخاصة - بالسلع الضرورية.
العادة أن وزارة التموين تنشأ أثناء الأزمات مثل الحروب والأوضاع الاقتصادية الاستثنائية وغيرها. بحيث تعني بتدبير احتياجات المجتمع مما يحتاجه من السلع الاستهلاكية. والتي تقوم عليها حياته اليومية.
ومع خطورة دور الوزارة. فإن البداية التي تشهدها يجب أن تلحق بها. وتوازيها. مراجعة لأحوال كل الوزارات والمؤسسات. فلا تقتصر علي حملات صحفية وإعلامية. معظمها للأسف يتلقفه الصمت!
أحدث البيانات التي أعلنها مركز بصيرة الإحصائي. وهو مجلس يحصل علي أرقامه من الجهات الرسمية. أن ترتيب مصر في الفساد 114 من 175 دولة. أولاها الدانمارك. وآخرها الصومال.
الإحصائية جرس إنذار بتأثيرات الدور السلبي للفساد في حياتنا المصرية. وهو دور لا يقتصر علي جانب محدد. لكنه يشمل كل الممارسات.
حين قامت ثورة 25 يناير. ثم - من بعدها - ثورة 30 يونيو. فلأن إرادة الملايين من أبناء مصر قضت بضرورة التخلص من الفساد الذي ظل مسيطرا لعشرات الأعوام. وتحددت هذه الإرادة في المناداة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وهي الشعارات التي يصعب أن تنتسب إلي فرد. أو مجموعة أفراد. لكنها - كطبيعة التوجهات التي تصدر عن مجموع المواطنين - تعبر عن الجو العام السائد. بما يتضمنه من إرث سلبي ينبغي التخلص منه. وبناء مجتمع جديد قوامه الموضوعية والشفافية والتجرد. والعمل للصالح العام.
وإذا كانت الكثافة السكانية الهائلة. الحالية. تدعو إلي حلول تستثمر مواردنا البشرية. فإن هذه الحلول يجب أن تعني بالأداء الإيجابي. والشفافية. وعدم الخلط بين الحق الشخصي وحق الوطن.
لا معني لثورة. ولا قيمة لأي جهد حقيقي. ما لم يكن دافعه صالح المجموع. وليس صالح الفرد.
نعلق علي المظاهرة السلبية بالقول: هذا ليس بيت أبينا. العكس هو المطلوب. أن ننظر إلي الوطن باعتباره بيت أبينا. فنحرص علي أمنه وسلامته. وإبعاده عن الإساءات التي تقوضه من داخله!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف