الجمهورية
حميدة عبد المنعم
نبضات فكر - ما هو التراث؟
التراث هو الاجابة علي اسئلة الماضي. هو ما تداوله من الجماعة البشرية في لحظة من اللحظات استجابة للواقع.
والتنوع الحضاري الزاهر في التراث العربي هو سر بقاء العرب إلي الآن.. ولكن تطالعنا هذه الأيام هجمة شرسة علي التراث ومحتواه وبالذات من الناحية الدينية وعلينا أن نتفق علي أساسيات ثلاث أولها ان الدين "مقدس" انها علوم الدين ومنهجية دراستها تختلف من عصر إلي عصر تبع الحاجة فمثلاً نجد أن الإمام أبو حنيفة في منهج "الاستنباط" الديني كان مجدداً في وقته إذن العلم بمنهجه وليس بموضوعه فقط. والتراث ليس كلاماً أو أفكاراً فقط وانما أشياء يعيشها الناس في وقتهم ويتداولها وعلي سبيل المثال "فالفخار" مثلاً أدوات مأكل ومشرب كان يستعملها القدماء المصريون ومازلنا نستعملها إلي الآن ولكن ليست أساسية مثل الماضي وحين نستعملها ندرك بداخلنا انها من التراث الحضاري الخاص بنا. والفكر أيضاً بعضه من التراث نجله ونحترمه ونأخذ منه ما يناسب عصرنا فمثلاً لدينا من التراث العربي كتب تعتبر أمهات الكتب لا نستطيع تداولها الآن بالشكل التي خرجت به وقت صدورها واننا نأخذ منها ما يتلاءم مع عصرنا ويرشدنا إلي الأفضل مثل "كتاب الأغاني للأصفهاني ألف ليلة وليلة كتب الصوفية كتاب ابن حزم مقدمة ابن خلدون في العمران البشري وكتب الأئمة الأربعة" وغيرهم كثيرا بالإضافة إلي التراث التاريخي والموسيقي والعلمي وهناك فرق بين العلم وتاريخ العلم.. أذاً الكتب التراثية كثيرة في كل المجالات ولكن ما يحدث ضجة الآن لأن تلك الأفكار تتناول الدين وعلينا أن نتفق ان الاعتقاد قصة ثابتة أما التاريخ اختيار.. وعندما ننظر إلي التيار المدني في تناول التراث وبالذات الديني نجد انهم أنصفوا هذا الاتجاه أكثر من غيرهم والدليل علي ذلك كتب "د. طه حسين في السيرة النبوية. وعبقريات العقاد. وكتب خالد محمد خالد ود. شوقي ضيف" ويقول د. طه حسين في كلماته: ان مصر لن تتقدم كما ينبغي إلا إذا قامت علي الحضارة الفرعونية واليونانية.. وعندما ننظر إلي دول متقدمة نجد ان سبب تقدمها جاء علي مخزون حضارتهم ثم طوعت هذه الحضارة بالعلم للوصول إلي قمة التقدم وهذا يتضح في الكفاح المضني لدولتي اليابان والصين فلديهم نهضة قامت علي حضارة سابقة فهي أمة اعتزت بتراثها واستدعته لتستدعي منه قيماً إيجابية إذاً التراث ليس معوقاً وانما واقع للسير للأمام ودائماً العلوم الإنسانية تعلم التعددية في الفكر. ويحدث للأزهر من وقت لآخر هزات علي فترات متباعدة ونتذكر جميعاً من وقت قريب د. نصر أبو زيد وما يحدث اليوم مع الفارق الكبير في طريقة التناول إذاً علي الأزهر البداية ليرفع شعار "بيدي لا بيد عمرو".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف