مرسى عطا الله
التعليم.. أولا وثانيا وثالثا!
3 - لعلنا نتفق جميعا على أننا نعيش عصرا جديدا تؤكد كافة المؤشرات أنه عصر الطفرة التكنولوجية الذى انتقل بالبشرية كلها من استراتيجيات المنافسة إلى استراتيجيات البقاء والاستمرار، ومن ثم لابد لنا من نظرة موضوعية حول أساليب ووسائل عملنا.
والحقيقة أن التحدى الرهيب لمواكبة الثورة التكنولوجية لايمكن له أن يتحقق بالهدف المحدد فى نقل واستقدام التكنولوجيا، وإنما جوهر التحدى يتركز فى مدى القدرة على الوصول إلى جذور القدرة المعرفية لإنتاج التكنولوجيا نفسها!.
إن القضية بالفعل ليست فى اقتناء الوسائل التكنولوجية بالشراء مثلما نتعامل مع الملابس والعطور الأجنبية المستوردة طلبا للوجاهة والأبهة وإنما جوهر القضية فى مدى القدرة على ابتكار التكنولوجيا الملائمة لإمكاناتنا ومواردنا وظروفنا البيئية بحسن استثمار وتوظيف العقول المصرية المقيمة والمهاجرة فى خدمة تطوير التعليم باعتباره الهدف القومى الذى قد لا يتوافر له بريق الشعارات الرنانة التى يتغنى بها البعض حول المشروع القومى الغائب متناسين أن التعليم هو أهم وأخطر مشروعاتنا القومية لسنوات طويلة قادمة على الإطلاق.
وفى اعتقادى أن التعليم ينبغى أن يكون هو مشروع مصر القومى الذى ينبغى النظر إليه والتعامل معه برؤية استراتيجية تستكشف المستقبل، وليس على أنه مجرد وعاء شكلى يستهدف إعادة بناء المدارس وترميمها أو حذف بعض المناهج وإضافة غيرها أو تغيير نظم الامتحانات وسنوات الدراسة لها فتلك كلها ـ فى اعتقادى ـ مجرد لوازم وضروريات ينبغى توفيرها قبل المضى على طريق الهدف الأسمى وهو إدخال مصر إلى عصر التكنولوجيا على أسس سليمة وراسخة تهييء للعقل المصرى فرصة الإبداع والابتكار من خلال منظومة مجتمعية شعارها هو: التعليم.. أولا وثانيا وثالثا.
وغدا نواصل الحديث
خير الكلام:
<< ابحث عن المعرفة.. فالمعرفة لا تبحث عن أحد!.