مكرم محمد احمد
رؤية مصرية لتسوية الأزمة السورية
ما من شك ان المبادئ الخمسة التى اعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حديثه إلى رؤساء تحرير الصحف القومية تحدد بوضوح بالغ موقف مصر من الحرب السورية، كما تصلح لان تكون مشروع تسوية سياسية تتبناها الجامعة العربية لانهاء الحرب الاهلية التى راح ضحيتها اكثرمن 400الف قتيل، وأدت إلى هجرة 7ملايين سورى خارج وطنهم، ودمرت معظم مدن سوريا فى واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية التى مرت على تاريخ البشرية، سوف يتحمل العرب المسئولية التاريخية عن استمرارها ما لم تنشط جهودهم لإنهاء هذه الحرب اللعينة!. وأظن ان المبادئ الخمسة التى تخلص فى احترام وحدة الاراضى السورية، وايجاد حل سلمى للازمة، ونزع سلاح الميليشيات والجماعات المتطرفة،وتفعيل مؤسسات الدولة السورية، وإعادة اعمار سوريا، تحدد على نحو دقيق مطالب انهاء الحرب،وتكشف الفروق المهمة بين الموقف المصرى ومواقف عربية أخرى تورط بعضها فى تسليح هذه الجماعات،ويمكن ان تساعد الجامعة العربية على إنجاز وفاق عربى ينهى هذه الكارثة الإنسانية، خاصة مع كثرة الاطراف الخارجية المتورطة فى الموقف السورى والمستفيدة من استمرار هذا الوضع الكارثي!. وربما يكون نزع سلاح الميليشيات العسكرية والمنظمات المتطرفة هو اهم عناصر المبادرة المصرية وأصعبها، لانه إذا لم يتم ذلك فسوف تكون كل جهود التسوية السلمية مجرد عملية تضييع وقت فى ظل احتمالات قوية بان تحتكم هذه الاطراف للسلاح فى صراعها على السلطة حتى بعد رحيل بشارالاسد!، واظن ان الخطوة الاولى الصحيحة على هذا الطريق هو ضرورة الزام جميع الاطراف بالامتناع عن توريد المزيد من الاسلحة والذخائر إلى الاطراف المتصارعة ووقف تسليح هذه الجماعات المتطرفة، وتلك خطوة اساسية تحتاج إلى جهود عربية واقليمية ودولية بدونها يصعب ضمان استمرار التسوية السياسية. وربما تكون الجامعة العربية هى المنظمة الاقليمية القادرة على ممارسة هذا الدور خاصة ان امينها العام أحمد أبوالغيط يدرك جيدا حجم الكارثة الانسانية فى سوريا، ويخطط لرحلة يزور فيها اماكن اللاجئين السوريين فى تركيا والبلاد العربية يمكن ان تكون بداية لهذه الجهود..، واظن ايضا ان تعليق التسوية السورية على ضرورة انهاء حكم بشار الاسد أولا اصبح عملا لا معنى له بعد ان أعلنت تركيا وامريكا وروسيا وإيران قبولها لوجود بشار الاسد فى السلطة إلى ان تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية سورية جديدة.