لو كنت رئيسا للوزراء.. وأمامي مهمة عاجلة هي اختيار وزير للتموين في هذه الأيام المقبلين فيها علي عيد الأضحي وافتتاح المدارس.. في نفس الوقت هناك ملفات ساخنة للغاية في انتظار الوزير الجديد.. ماذا سيفعل في كارثة القمح ثم استجدت مشاكل الأرز والسكر والطحن وبطاقات التموين المعطلة.. حكايات طويلة شائكة وضرورية لاستمرار الحياة في وقت ذروة.
حكاية ما يعلم بها إلا الله.
ماذا يفعل رئيس الوزراء؟
لو كنت مكانه كنت طلب من السكرتارية اسماء كل وزراء التموين السابقين منذ حتي ايام النحاس باشا!! من باب المبالغة - لا وقت للاجتماعات - سنطلب من كل منهم من علي بعد ان يكتب: ماذا سيفعل لو كان وزيرا لحل هذه المشاكل وما هي شروطه لكي ينجح؟
بل هناك وكلاء وزارات تموين مخضرمون وحاضرون نوجه نفس السؤال: ماذا تفعل لو كنت وزيرا؟
بل هناك خبراء مصريون يعيشون في الخارج وهناك دول أوروبية وأمريكية ألغت وزارة التموين بعد الحرب العالمية الثانية وتدير أمورها بكفاءة كيف؟! ننتظر اجاباتهم من الخارج بسرعة.
***
لا تقل لي "موت يا حمار.........." فعدد كل هؤلاء لن يزيد علي عشرين أو أكثر قليلا.. ممكن مقابلتهم ومناقشتهم في ظرف ثلاثة ايام علي الأكثر.
نريد الخبرة.. حكاية الثقة والانتماء كانت ايام الستين سنة السوداء التي ارجعتنا مائة عام!!
***
ولو كنت حقيقة رئيسا للوزراء لاتخذت قرارا هاما خطيرا.. أضم وزارة الزراعة بل وايضا وزارة الري لوزارة التموين.. الوزارات الثلاثة مرتبطة ببعض.. سأزرع القمح والأرز والقطن والبنجر وقصب السكر والخضروات ومراعي بلا حدود في كل أرض النوبة لتربية مواشي تكفي افريقيا كلها ليعود كيلو احسن انواع اللحوم إلي كلمة "القرش".
***
استسمحكم في حكاية قديمة.. كان كيلو اللحم قد وصل أيام عبدالناصر إلي 25 قرشا بعد أن كان خمسة قروش فرسم الكاريكاريست الكبير من الرعيل الأول أستاذنا عبدالسميع عبدالله علي غلاف روزاليوسف شخص تخين جدا يلبس أفخر بدلة علي عينه اليمني ما كانوا يسمونه "مونوكل" نظارة بعين واحدة من باب الفشخرة مثل الملوك والأمراء ومنشة وعصا عاج ودبوس كرافتة من الماس وحذاء طويل حتي الركبة!! فضلا عن السيجار الفاخر في جنب الفم ويمشي منفوخا علي الآخر!! في وسط الشارع والناس علي الرصيف تنظر إليه وتعليق عبدالسميع في دائرة مع سهم يشير إليه تعليق يقول "أصل معاه 25 قرشا"!!
ضحكت مصر كلها علي الكاريكاتير بمن فيهم عبدالناصر شخصيا ورجال الثورة وكانت المفاجأة اعتقال عبدالسميع بواسطة "زائر الفجر" وتم الافراج عنه في اليوم التالي بعد زيارة من السيدة روزاليوسف وفكري اباظة واحسان عبدالقدس للرئيس عبدالناصر.. عبدالسميع والد زميلنا الكبير عمرو عبدالسميع صاحب العمود اليومي المميز في الأهرام.
***
أعود إلي فكرة ضم الثلاث وزارات في وزارة واحدة فالوزارات الزراعة والري والتموين مكملة لبعض خاصة في ظل نظام المزارع الجماعية التي نصحنا بها خروشوف في الستينيات سيغرق السوق المحلي بكل ما يلزم لذا ستنخفض الاسعار وسنقوم بالتصدير الزائد علي الحاجة وننسي موضوع استيراد من الابرة للصاروخ!! نستورد السيجار والفستق وأكل الكلاب "حرام أم حلال"!!