الوفد
عباس الطرابيلى
تثبيت كمائن الأمن.. خطأ
رغم أنني لست خبيراً عسكرياً، وبالذات بعد أن شاع هذا التعبير في وسائل الإعلام بشكل رهيب.. إلا أن تكرار عمليات الإرهاب التي تستهدف الكمائن الأمنية المختلفة.. ولم تعد هذه العمليات مقصورة علي شبه جزيرة سيناء، التي يتركز فيها الإرهاب المدعم- والمسلح- من خارج مصر.. بل امتد ليشمل محافظات عديدة سواء في الدلتا.. أو في الصعيد، ولم يعد- أيضا- مقصوراً علي المناطق غير المأهولة.. بل ومع انتشار الإرهاب، امتدت عمليات ضرب الكمائن الأمنية، داخل المدن المأهولة بالسكان..
<< هنا لابد من تغيير سياسة تثبيت هذه الكمائن، لأن هذا التثبيت يعطي فرصة ذهبية للإرهابيين بمراقبة الموقع، وتحديد كيفية مهاجمته بل- وهذا هام للغاية- وضع خطط يهرب كل إرهابي من موقع العمليات بعد تنفيذه عملية مهاجمة هذا الكمين الثابت.. لأنه مهما تمت عملية تأمين موقع الكمين، بل وتحصينه.. يصبح أفراد القوة التي تتمركز بداخله، أو حوله عرضة دائماً لأي عملية إرهابية..
ودائماً ما ينجح المهاجمون الإرهابيون في الهروب والإفلات عقب معظم عملياتهم. بعد أن يسقط أفراد قوة الكمين بين شهداء ومصابين.. دون أن يسقط عدد من الذين هاجموا الكمين..
<< ونحن هنا لا نتحدث عن الإعداد النفسي لأفراد قوة الكمين ولا أهمية تدريبهم ليبقوا يقظين طوال ساعات دوريتهم لتقليل معدل اصابتهم.. ولكننا نتحدث عن مخاطر تثبيت مكان الكمين نفسه، الذي يجعله- هذ التثبيت- هدفاً سهلاً أمام الإرهابيين.. لأن المخططين يحددون أماكن وقوف كل فرد من هذه القوة.. وبالتالي كيفية اصطياده للأسف، سواء ببنادق القناصة.. أو بأسلوب الضرب العشوائي بالبنادق الآلية للموقع وكل من فيه.. أو استهدافه بالأسلحة نصف الثقيلة، بالذات كما يحدث في سيناء..
<< والحل الأمثل- هو عدم تثبيت- مواقع هذه الكمائن أي لابد من أماكن تبادلية.. وكمائن تحمي الكمائن الأولي.. بشرط أن تكون غير مرئية.. حتي ولو كانت حفرة برميلية تحفر في الأرض القريبة من موقع الكمين.. وهذه الحفر البرميلية ابتدعها المقاتلون في فيتنام خلال عمليات القصف الأمريكي من الجو للمواقع العسكرية.. وهذه وفرت أو قللت كثيراً من عدد الضحايا، اللهم إلا إذا كان مكتوباً علي القذيفة اسم الفرد المستهدف!!
<< إن تغيير أماكن زرع هذه الكمائن يقلل إلي حد كبير من عدد الضحايا الذين يسقطون في معظم العمليات الإرهابية.. وهذا يذكرنا بما فعلته قواتنا الجوية عقب العدوان الثلاثي عام 1956 باستخدامنا الطريق الزراعي بين القاهرة والإسكندرية إلي ممر جاهز تهبط عليه طائرات الميج الحديثة.. وتصعد منه.. وأنشأنا خنادق لهذه الطائرات علي شكل بيوت ريفية.. رغم أننا لم نستخدم ذلك في حرب 1967 فدفعنا ثمناً باهظاً؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف