المساء
عبد اللة هاشم
بالمنظار .. نفس المشاكل؟
عندما نشاهد أفلام الخمسينيات بل الأربعينيات نجد الحديث عن نفس المشاكل التي نعيشها اليوم من الزحام وارتفاع الأسعار. والفساد وحب الذات والظلم وضياع الحقوق والمحسوبية والوساطة.. إلخ من مشاكل نعيشها كل يوم طبعاً مع اختلاف المقاييس الفصل الذي فيه "15" تلميذاً به اليوم "60" و"70" وهكذا.. لكن المهم عناوين المشاكل ذاتها. تحاول الدولة والناس حلها دون جدوي.
وعلي سبيل المثال مشاكل الصحة بالذات القطاع الذي أعرفه تماماً هي نفس المشاكل بلا تغيير.. عدم انضباط الأداء. ارتفاع سعر الخدمة. لا مجانية.. إلخ. لن أدخل في تفاصيل المشاكل التي تم عرضها علي لجان وتمت مناقشتها عشرات المرات ووضع لها أوراق وأبحاث ودراسات. وتم التعامل معها نظرياً في مؤتمرات وندوات ولقاءات طبية عديدة. وأصبحت معروفة ومدونة ولكن ما هو الحل؟ وهنا السؤال الحيوي. كل مسئول يحاول أن يجتهد في البحث عن مخرج وحل للمشاكل المدونة ولا نحتاج خبيراً أو جهبذاً. لأنها مدونة وموجودة ومؤرشفة.. وهكذا ندور في حلقة مفرغة.
الإعلام يشكر ويمدح حيناً. ثم يهاجم وينتقد حيناً آخر. والناس ما بين مؤيد ومهاجم. لأن المشاكل مازالت موجودة والحل من خلال شيئين لا ثالث لهما:
أولاً: تمويل مادي مفتوح ثم حساب رادع لما تم صرفه وفي هذا حديث طويل عن آلية ذلك. لكن عندما نترك وزيراً يفوض مستشاره في شراء الأجهزة الطبية للمستشفيات ويفتح له طريق الرشوة فهذه جريمة كبري وتمثل قلة خبرة من هذا الوزير ومع ذلك نتركه يكمل مسيرة الفشل.
ثانياً: الضمير والأخلاق من خلال التزام الأطباء وفريق العمل الطبي واحساسهم بالمسئولية عن المرضي الضعفاء وهذا لا يأتي بقرار أو تعسف أو نقل.. الخ من أساليب الجزاءات الإدارية.
نعم التمويل المادي والضمير هما الحلان الوحيدان لأزمتنا أعتقد في كل مناحي الأمور لكني أتحدث عن الصحة. لا صيانة بلا تمويل.. لا ثواب أو عقاب بلا تمويل.. لا خدمة بلا تمويل.. لا جودة بلا تمويل.. لا مكافحة عدوي بلا تمويل وغير ذلك كله.. تمويل جيد ثم نحاسب صح لكن بدون تمويل أو البحث عن تمويل بديل مثل التبرعات.. التمويل الذاتي.. كل هذه الأساليب وغيرها محاولات جادة تحسب لصاحبها ومنفذها لكن ليس حل الصحة في العالم تمويلاً كبيراً من جانب والضمير لصرف هذا التمويل والحفاظ عليه وصرفه في موقعه واحساسك بالمريض والعمل بضمير يقظ وهذا يحتاج إلي معجزة من الله حتي يعود الضمير الحي إلي الطبيعة التي خلقه الله عليها لكن ضمائرنا أصبحت ملوثة تحتاج تطهيرا ولا يمكن أن ينصلح حالنا إلا بتغيير ما بأنفسنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف