الأهرام
اشرف مفيد
كلام مفيد .. الضرب فى الميت حرام
كنت إلى وقت قريب على قناعة تامة بأن الإخلاص للمحروسة والتعبير عن عشقى لترابها يعنى فى المقام الاول أن أكون مؤيدا للنظام فى كل صغيرة وكبيرة وان أظل سائرا فى ركب الدولة حتى وإن انحرف هذا الركب عن المسار الصحيح.
واستمر بى الحال الى أن سألتنى ابنتى التى لم يتعد عمرها السنوات العشر عن معنى كلمة ا احتقانب التى عرفت فيما بعد أنها سمعت أحد الاعلاميين يرددها فى احدى الفضائيات مؤكداً أن البلد تعيش حالة احتقان غير مسبوقة .. حاولت أشرح لها الموضوع ببساطة شديدة وبالشكل الذى يمكن أن يستوعبه عقلها «الصغير» نافياً ما قاله هذا الإعلامى. ولكن ما قالته لى ابنتى أصابنى بحيرة شديدة واحاطنى بالعديد من التساؤلات أهمها بل أبرزها على الإطلاق : هل كنت صادقا حينما نفيت لها وبشكل قاطعت وجود حالة احتقان وحالة غليان بين كافة فئات المجتمع الآن ..وهل معنى أن أكون محباً ومخلصا للدولة ومؤيدا للنظام لابد أن أظل أجرى وراء البحث عن المبررات التى تؤيد وتؤكد أن النظام لايخطئ وكأن الدولة تحكمها مجموعة من الملائكة هبطت فوق رءوسنا من السماء.

نعم نحن نعيش الآن حالة احتقان غير عادية ولأننى كنت وما زلت وسأظل عاشقا للمحروسة ومؤيدا لنظام ثورة 30 يونيو أقولها وبكل صراحة نحن نعيش حالة لا ترضى عدوا ولا حبيب وما يجب ان تتعامل الدولة مع معاناة الناس بهذا الاستهتار فحالة الغضب التى تملا البيوت الآن بسبب ارتفاع الأسعار تتطلب التعامل بحكمة وبحذر شديد بعيداً عن اساليب القسوة والجبروت والضرب فى المليان، فالمواطنون تحولوا الى مجرد موتى وهم احياء . تونظراً لان الضرب فى الميت حرام ..هل نرحم من فى الأرض حتى يرحمنا من فى السماء؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف