التحرير
عمرو حسنى
هذا وقد صرّح مصدر مسطول!
أصبح لدينا فى مصر خلال السنوات القليلة الماضية رصيد هائل من تصريحات المسؤولين المسطولين بحب الوطن الذين يهطرشون بأى كلام، إما عن اقتناع تام بعبقريتهم الفذة، أو تضامنا مع أسيادهم فى ندرة المفهومية ابتغاء لرضائهم وضمانا لاستقرارهم فى مواقعهم جالسين مجعوصين على قلوبنا حتى آخر نفس يخرج من صدورهم أو من صدورنا. تعالوا نستعرض أعجب تلك التصريحات المضحكة لعلها تسهم فى تقليل ضغط الدم لدى المهمومين من أمثالنا بعد ارتفاع أسعار الكركديه وفقا لآخر توقعات خضر العطار.



صرح محافظ السويس الحالى بأن سمك القرش يعض الإنسان فقط ولا يأكله! وذلك فى محاولة رائعة منه لطمأنة رواد شواطئ البحر الأحمر بعد حادث هجوم قرش على مركب صيد وذلك باعتبار أن عضة القرش أهون من عضة الكلب. التصريح الأكثر ذكاء كان لنفس المحافظ عن الرياح الشمالية الغربية التى ستبعد صواريخ إسرائيل إن تجرأت وحاولت قصفنا بها، وللحق كانت محاولة ناجحة منه لطمأنة الخائفين من المؤامرة الصهيوحماسية التى يدبرها الإسرائيليون والفلسطينيون ضدنا والتى ربما تكون هى المصلحة المشتركة الوحيدة التى تجمعهما معًا.



صرح وزير النقل والمواصلات الحالى بأن سوء حالة الطرق وزيادة الحفر والمطبات يؤدى بدرجة مدهشة إلى تقليل حوادث السيارات، لأنه يحد من السرعات العالية، وللحق فقد كانت محاولة جريئة من سيادته لطمأنة المواطن المصرى الذى وصلت بلاده إلى أعلى معدل لقتلى حوادث الطرق فى العالم.



أما أعجب التصريحات على الإطلاق فكانت من نصيب وزير التموين الذى أكد أن رفع الدعم يصب فى صالح المواطن البسيط، وأتمنى له مخلصا أن يتمكن من النجاح فى إقناع محدودى الدخل بنظريته التى تتلخص فى أن غلاء الأسعار من مصلحتهم.



أما أجمل الكلاسيكيات فى عالم التصريحات فكان بلا منازع من نصيب الدكتور محمد مرسى الذى أكد خلال فترة رئاسته أن سد النهضة لن يقلل مياه النيل، لأنها ستزداد بالحب. بعدها أكد أحد وزراء الرى أن مصر تملك نهرا من المياه الجوفية، يمكنه تعويض العجز فى حصتنا من ماء النيل، يعود إلى أيام «حور محب» مكتشف نظرية زيادة الفيضان بالحب.



أما عن الهلالى الشربينى وزير التعليم «الفزيع» فقد نصح المدرسين بإعطاء الدروس الخصوصية بعد اليوم الدراسى فقط! هذا بعد دفاعه العبقرى عن مدرسى مصر عندما وصفهم بأنهم يعلِّمون مدرسى أمريكا ذات نفسها! وربما كان يقصد يعلمونهم كيف يتقاعسون عن الشرح فى الفصول ويبرعون فى إعطاء الدروس الخصوصية فى البيوت.

«ارتفاع سعر البنزين سيقلل من صياعة الشباب وخروجهم بلا هدف بالسيارات فى الطرقات». تصريح صدر من إعلامى محترم لحث الناس على رؤية الجانب الآخر المضىء من ارتفاع أسعار الوقود.



وزير التعليم العالى صرح بأن مستشفياتنا تتفوق على مستشفيات بريطانيا، وهو تصريح من رجل داهية لم يحدد لنا مجال التفوق الذى ربما يكون فى إجمالى عدد الوفيات سنويا.



بعد غرق صندل محمل بأطنان من الفوسفات فى النيل نفى وزير البيئة وقتها وجود أى ضرر للفوسفات على الصحة العامة، وصرح بأن هناك بعض الدول تلقى بالفوسفات فى الأنهار لتزيد من الثروة السمكية. الأمر الذى جعل محافظ قنا يبادر مسرعا بالتأكيد على كلام سيادته بأنه شاهد الأسماك وهى تجرى بنشاط فى النيل، والحمد لله أنه لم ينه تصريحه قائلا إنه شاهدها وهى تمارس علاقاتها الحميمة لكى يؤكد صحة معلومة الوزير عن استخدام الفوسفات كمنشط جنسى للأسماك يعمل على زيادة الثروة السمكية.



قبلها صرح اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، بأن لحوم الحمير غير ضارة وتصلح كطعام للبشر. كما أوصى بضرورة تعامل المواطنين مع أزمة ارتفاع سعر الطماطم بقليل من الحكمة ونصحهم بأن يطبخوا بالصلصة بدلا من عصير الطماطم!



وزير القوى العاملة صرح أيضا بأن هناك وظائف متاحة بستة آلاف جنيه ولكن الشباب لا يقبل عليها! وأعتقد أن «تحليل» مضمون كلماته يؤكد أنه كان يقصد «وظائف الكبد»! فلا يوجد شاب سيخاطر بنفسه «ويكابد» للعمل فى وظائف كهذه فى ظل انتشار فيروس سى بتلك المعدلات العالية.



بعد كل ما سبق أظن والله أعلم أن البانجو هو السلعة الوحيدة التى ما زالت تدعمها الدولة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف