الفرق بين البيت والأوتيل.. من الفروق التي تتنامي مع الوقت والعيشة.. والفرق بين مصر التي نحيا فيها ومصر التي كانت ومصر التي في خاطرنا ونحلم بها.. فروق كبيرة بحجم وطن.. ضمرت أطرافه وأصبح معلقا علي ماكينة ضخ الدم ولفترات طويلة.
هذا الذي أقوله يشبه تخاريف قبل الموت أو ما يطلقون عليه بشكل أدق صحوة الموت.. فالبعض يتعامل مع الوطن علي انه مجرد مكان للنوم وقضاء الحاجة.. أيا كانت تلك الحاجة.. والبعض يتعامل معه كبيته وحصنه وشرفه ويقاوم أن يسقط فيرممه من هنا وينكسه من هناك.. والقلة تحلم بالوطن الذي نتمناه والذي يسكن خواطر الشرفاء الذين يدركون أنه لا حياة ولا كرامة بدون وطن.
فمن أي الدرجات والأنواع يكون بعض قادة المؤسسات والوزارات.. فمثلا وليس حصرا سأحكي لك مفارقة من الكوميديا السوداء.
في التجمع حيث صفوة القوم وعليتهم كما يقولون.. وحيث أقول أنا قولا آخر عشوائيات الأغنياء والطبقة المتوسطة الآيلة للإنقراض تتجمع القمامة أكواما وينفق علي الحدائق عشرات الآلاف لكل حديقة وتترك للدمار والجفاف لتتحول لمقالب زبالة كبيرة.. وكأن مفهوم كلمة تجمع عند السيد رئيس الحي أو السيد رئيس الجهاز في القاهرة الجديدة.. يعني مكانا لتجميع القمامة.. ليس هذا فقط.. الكهرباء التي تضاء في الصباح وتعتم في الليل لإضفاء الجو الرومانسي علي المدينة.. بل هناك ما هو أعظم وأخطر.. تلك الأماكن الجديدة اصبحت مأوي للهاربين من احكام ضدهم ويختبئون في الفيلات كحارس أمن وخادمة.. وعندما سأل أحد سكان المنطقة الضابط الهمام بعد أن تعرض صاحب الفيللا للسرقة.. كيف آخذ حقي؟ قال له وبكل ثقة: لن تأخذه.. قضية ويهرب ليعمل عند غيرك!! فقال له المسروق ممكن نطلب من العمال والبوابين قبل العمل شهادة من القسم أنه خال عن أي مشكلة قانونية.. ضحك الضابط نسيب شغلنا ونشتغل مخدماته!!
هل يعلم سيادة الباشا الضابط ان هذا النظام معمول به في عديد الدول وليس اختراعا!!!
وبعد تلك القصة اسأل من يضع المفسد علي سدة أي هيئة أو وزارة.. ولماذا لا يحاسبون بالنار والحديد ليخاف كل فاسد ويحسبها قبل الإهمال.. وبمعني أدق متي نتعامل مع الوطن جميعنا معاملة البيت لا الاوتيل.. بل كيف نراه كما في خاطرنا.. فمصر العزيزة لنا وطن.. فهل قابل صدفة من يعرض بيته للبيع لانه عاجز عن حمايته أو تنظيفه أو تطهيره.. آفة حارتنا النسيان.. فماذا لو قرأنا تاريخنا وعرفنا الحقيقة والفوارق بين الاشياء وأعدنا لمصر ضحكتها التي في خاطرنا.