الأخبار
عاطف زيدان
الفساد.. وأشياء أخري
لن يشعر المصريون بالرضا، إلا إذا لمسوا تغييرا في مواجهة المشاكل البسيطة، مثل انجاز معاملاتهم مع الجهات الحكومية المختلفة، بسلاسة وابتسامة، وبلا اضطرار لدفع الإكراميات ! وتتسع مساحة الرضا، إذا تمت إزالة احتلال الباعة والمحلات للأرصفة، خاصة في شوارع الأحياء الشعبية مثل عين شمس وشبرا والمطرية والنعام والوايلي ودار السلام... الخ الخ. وحبذا لو رافق ذلك إغلاق المقاهي غير المرخصة، التي يتلاحم زبائنها بشكل مفزع، لدرجة تشعرك أن مصر كلها علي المقاهي ! ويا سلام لو امتد الأمر ليشمل القضاء علي الفوضي المرورية، والقمامة، والبلطجة، وسوء الأداء في المستشفيات والمدارس الحكومية، والسرقات العلنية تحت مسميات مستفزة، في ايصالات المدارس الخاصة، وفواتير المستشفيات الاستثمارية.
مشاكل بسيطة، لا تحتاج تمويلا، أو اعتمادات في الموازنة المختنقة، وإنما قيادات وموظفين مخلصين، يحكمهم نظام صارم للثواب والعقاب. فالأرصفة المحتلة والمقاهي والمحلات غير المرخصة لا تحتاج سوي حملات يومية، من موظفي الأحياء وشرطة المرافق، لا تفرغها من أهدافها مكالمات المحمول وأشياء أخري. فالكل سواء أمام القانون » بجد مش بالكلام »‬! نفس الأمر بالنسبة لمشاكل الاستغلال والغش والاستهتار والتسيب، التي لا تحتاج سوي مدراء في أجهزة الرقابة التي لا حصر لها، يتحلون بضمائر حية، ولا يتركون فرصة لتاجر غشاش أو صاحب مدرسة خاصة مستغل، أو مدير مدرسة أو مستشفي حكومي مهمل، لاستغلال المواطنين، الذين يصبون جام الغضب والنقمة علي الحكومة.
أيها السادة : الرضا الشعبي، لا يتحقق دائما بالأشياء الكبيرة التي يتطلب تنفيذها مليارات الجنيهات، وإنما بأمور بسيطة، لا تكلف الدولة شيئا، لكنها تشعر المصري بآدميته في بلده، ولا تحتاج سوي الإدارة الخالية من الفاسدين..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف