عبدالحكيم عامر، صديق عمر عبدالناصر الذى رفعه من رتبة صاغ، أى رائد، إلى رتبة اللواء مرة واحدة، وعينه قائداً عاماً للقوات المسلحة، ثم أخذ يرفع درجته العسكرية - دون علم أكثر مما عرفه وهو برتبة رائد - حتى منحه رتبة المشير.. والطريف أنه عندما زار مصر الفيلدمارشال مونتجمرى بطل معركة العلمين الشهيرة ونال رتبة الفيلد مارشال أى «المشير»، بسببها عندما قدموه للمشير عبدالحكيم عامر استغرب وتساءل: مارشال لماذا.. وما هى المعركة التى كسبها لينال أعلى رتبة عسكرية فى العالم كله؟
وقد ترك عبدالناصر لصديقه الأول والأثير عبدالحكيم عامر حرية التصرف كاملة فى إدارة أمور الجيش.. رغم أنه كان - بسلوكه العسكرى - سبباً فى هزيمة هذا الجيش مرتين، الأولى خلال العدوان الثلاثى 1956، والثانية خلال هزيمة يونيو 1967.. واللافت للنظر أن الصديقين ناصر وعامر توفيا فى نفس الشهر، سبتمبر. الأول - ناصر - فى سبتمبر 1970، والثانى - عامر - فى سبتمبر 1967. أى نفس الشهر ولكن بعد ثلاث سنوات.. فماذا عن القبرين؟!
■ قبر المشير عامر فى قريته أسطال، بمركز سمالوط، بمحافظة المنيا، وقبر الرئيس فى كوبرى القبة.. الثانى - قبر الرئيس - ينعم بموقع شديد الفخامة.. ومقبرة وشاهد وحراسة تشد الأنظار.. غير بعيد عن مقر سكنه طوال مسؤوليته. والثانى قبر المشير، وأيضاً حيث أسرته المعروفة هناك.. ولكن شتان بين المقبرتين.
■ مقبرة المشير عادية، كباقى مقابر غالبية المصريين، رغم أنه كان نائباً لرئيس الجمهورية.. ونائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وقائداً عاماً للجيش المصرى، ورئيساً للجنة العليا لتصفية الإقطاع، أى كان الرجل الثانى - بلا منازع - بعد الرئيس عبدالناصر.. بل أطلق اسمه على أحد أبنائه: عبدالحكيم.
■ ولكن شتان بين النهايتين، وإن اختلفت الآراء حول رحيلهما، فالرحيل يحمل أسراراً مازالت غامضة للاثنين.. والمقبرة نفسها تختلف.. أما عن الجنازة.. فالحديث يطول عن واحد شيعه رؤساء الدول.. والثانى تم دفنه فى الليل.. وفى سكون رهيب.. ورحم الله صاحبى المقبرتين. الأولى فى الصعيد منفياً، والثانية فى المحروسة.