المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. حق الشعب
جديدة علينا تلك الطقوس وتلك اللجان وهذا العمل.. اليوم هناك لجنة لاسترداد أراضي الدولة المنهوبة يقودها الدؤوب المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق ومساعد رئيس الجمهورية لشئون المشروعات القومية والاستراتيجية والذي جعل من الوظيفة الجديدة واقعاً وعملا وبقي في الصورة دون أن ينطفيء نجمه وفي أزمان ماضية كانت وظيفة مساعد رئيس الجمهورية ترضية بلا معني وبلا عمل.. كانت إبعاداً إلي خارج مدار الجاذبية بالمرة.
المهم أن اللجنة نظمت مزادها الأول لبيع أراضي الدولة المنهوبة وسمي المزاد بحق الشعب. وهذا واقع بل إن للشعب حقا لم يسترده بعد بمحاسبة أولئك "الحرامية" لكن حمداً لله أننا استعدنا حقوقنا وجنينا من المزاد الأول أكثر من 164 مليون جنيه حصيلة بيع 13 قطعة بمساحات مختلفة وتركزت تلك القطع في مدينة السادات ووادي النطرون وطريق مصر الإسكندرية الصحراوي.
وبالرغم من جهد اللجنة المشكور وانني لا أشكك فيها من قريب أو بعيد غير أن المزاد بشكله الحالي لا يعيد حق الشعب كما ينبغي وهو يقام بمبدأ "أحسن من مفيش" وطالما أن قطع الأراضي تباع "لكشة واحدة" أو "لوت واحد". فإن كثيراً من أثمانها تهدر. ولأنني فلاح ابن فلاح ولأنني من البحيرة التي تتركز فيها معظم الأراضي المستردة فإنني أدرك ان تلك المساحات لو بيعت فرادي واتيحت لعامة الناس لتضاعف سعرها ربما أكثر من مرة.
العيب ليس في اللجنة ولكن في فلسفة بيع كل ما يخص الدولة كما كان يحدث مع القطاع العام.. كله مرة واحدة وعندها ليس في مقدور الفلاح ولا متوسط الحال ولا ميسور الحال أن يتقدم لشراء قطعة 100 فدان.. لا مجال إلا للحيتان ولذا تبدو أرقام البيع متواضعة قياساً بأن تلك الأرض كما قيل في مواصفاتها بعد إزالة ما عليها كانت لأهداف استثمارية.
اللجنة باعت الفدان شمال شرق مدينة السادات بسعر 175 ألفا و500 جنيه وباعته في قطعة أخري علي طريق وادي النطرون ـ العلمين بسعر 80 ألف جنيه للفدان وباعت بـ 75 ألفاً للفدان وبـ 76 ألف في منطقة أخري وعلي طريق مصر الإسكندرية الصحراوي بلغ سعر الفدان نحو 522 ألفاً وفي قطع أخري بلغ سعر الفدان نحو 191 ألفاً وكان أعلي سعر تحقق في الصحراوي. نحو 310 آلاف جنيه للفدان وكان القاسم المشترك أن القطع التي بيعت كانت مساحتها 100 فدان باستثناء قطعة واحدة بلغت 24 فداناً.
نحن نشكر للجنة جهدها واجتهادها ولكن "حق الشعب" يقتضي الحرص لأبعد مدي علي صيانة هذا الحق وتعظيم الفائدة منه. وما يضير اللجنة لو أنها قسمت القطع إلي خمسة أفدنة أو حتي باعتها بالفدان.. صدقوني ساعتها ستسمعون "العجب".. حق الشعب يجب أن يكون متاحاً لكل الشعب وليس لفئة بعينها.
ما قبل الصباح:
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف