المساء
محمد جبريل
ع البحري .. حتي لا يصبح الإنترنت ذاكرة رديئة!
الإنترنت مجرد ذاكرة قد تكون صادقة أو زائفة. والصدق والزيف مبعثهما المواد التي نودعها ذاكرة الإنترنت.
المعلومات التي تطالعنا في الإنترنت ليست مسلمة إلا للكسالي. أو لمن يميلون إلي التصديق. حتي لا يجهدهم البحث والمراجعة. وأخشي أن الصهيونية العالمية تتجه إلي هذا النوع من المتلقين في تلك المواقع التي تعيد رواية حتي الثابت تاريخيا بما يخدم أهدافها. فهي تتحدث عن تاريخ اليهود من خلال الأساطير والدعاوي الباطلة والمزاعم المفبركة. مقابلا لمزاعم - يسهل دحضها - عن تاريخ هذه المنطقة من العالم.
وإذا كان الصهاينة قد أفلحوا في استغلال الإنترنت من خلال مواقع تطفح بالكذب والادعاءات الباطلة - مواقع الاتصال الاجتماعي بخاصة - فإن من واجبنا أن نفيد من الإنترنت بمواقع تشرح. وتوضح. وتفند. وتعتمد مطلق الصدق.
المعلومة الكاذبة مهما تتجمل. فإنها لن تصمد أمام المعلومة الصادقة إذا أحسن استغلالها.
أتابع - علي مواقع الاتصال الاجتماعي - الكثير من العناوين والمداخلات في المواقع المختلفة لشباب عرب. يحاولون توضيح الحق العربي مقابلا للمزاعم والأساطير والدعاوي الصهيونية. اهتم هؤلاء الشباب - من خلال وعي قومي مؤكد - بالرد علي الرسائل التي تغيب الحقائق عن أصحابها. فلا تظل الساحة الإعلامية خالية إلا من أكاذيب الاعلام الصهيوني وترهاته. وقد أحدثت هذه المبادرات الفردية - بالفعل - تأثيرا يصعب إغفاله. لكننا نأمل في جهد مؤسسي منظم. وفق استراتيجية واضحة تحسن تفنيد ما هو كاذب. وتقديم المعلومة الصحيحة.
وإذا كانت الحجة المعلنة دوما هي ضآلة الامكانيات المادية - كأننا لا ننفق المليارات علي إعلام يتجه إلي الداخل. وغير مؤثر - فإن الإنترنت يجمع بين تفوق التقنية وشدة التأثير واتساعه وقلة تكاليفه نسبيا.
نحن نعيش عصر الإنترنت. وهو ما اعترفت به الصحف العالمية والقنوات الفضائية. فهي تحرص علي أن يكون لها مواقع تخاطب بها القرية الهائلة المسماة العالم. بل إن معظم المؤسسات في العالم تخاطب المتعاملين معها بوسائل الاتصال الاكتروني. ثقة من أنهم سيحسنون التخاطب معها بالوسائل نفسها.
العدو - كما نري - يحاول الإفادة من هذه الامكانية في بث معلومات مغلوطة. وأكاذيب. ووقائع تصدر عن الخيال. ويبقي أن تفيد وسائل الإعلام الرسمية من تلك الوسيلة التكنولوجية وما نشأ عنها من فيس بوك وتويتر ويوتيوب وواتس أب وغيرها. لبث المعلومة الصحيحة عبر جهاز الكمبيوتر الذي أصبح جزءا من الحياة الأسرية لملايين البشر. لا نقصر استخداماتنا - كما نري الآن - علي تعليقات بلا معني. ونكان سخيفة. واستعراضات تؤذي مشاعر الآخرين!
متي نفيد من امكانات العصر؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف