أحمد سليمان
في حب مصر .. منتخب "الوسعاية" لا فكر ولا انسجام
قبل مشاهدة مباراة المنتخب المصري لكرة القدم الودية مع نظيره الغيني توقعت كما توقع غيري من عشاق كرة القدم أن نري منتخبنا بشكل جديد وفكر جديد وانسجام وتناغم بين اللاعبين الذين نضع عليهم آمالا كبيرة لبلوغ نهائيات كأس العالم بروسيا 2018. ولكن خابت ظنوننا ورأينا منتخبا أقل ما يقال عنه أنه "أي كلام" ولا يرقي لتحقيق أحلام المصريين مع كرة القدم التي كلما اقتربنا من تحقيقها في السنوات السابقة نجد من ينكد علينا ويخرجنا من التصفيات المؤهلة لأسباب تافهة وأمراض مزمنة للكرة المصرية.
رأيت منتخبا تائها لاعبوه كأنهم أول مرة يلتقون سويا لا فكر ولا خطة ولا جمل تكتيكية ولا نقلات من لمسة واحدة التي لها مفعول السحر وتجعل المنافس لا يتوقع النقلة التالية للكرة.
رأيت لاعبين وكأنهم مازالوا يلعبون في "الوسعاية" كما يقولون في الأرياف. ولم يشفع للاعب رمضان صبحي أنه انتقل لأحد الأندية الانجليزية فعاد ليشارك بالعقلية نفسها. عقلية "الوسعاية" عندما رأيناه يهرول ناحية الكرة بمجرد احتساب ضربة جزاء كانت كفيلة بتحقيق التقدم للفريق المصري. ولكن كيف ذلك؟ فرمضان صبحي احتضن الكرة ودخل في "خناقة" تماما كما يحدث في "الوسعاية" ليلعب ضربة الجزاء وطبعا ضاعت الضربة لأنه أراد الإنجاز لنفسه ولم يرده للمنتخب. وبمجرد ما أمسك رمضان صبحي الكرة ووضعها علي الأرض كنت متأكدا أنه لن يسجل. لأن دخوله علي الكرة يؤكد أنها ستخرج بالشكل الهزيل الذي رأيناه فضاعت فرصة الفوز.
تغييرات المدير الفني خاطئة ويعرفها أصغر مشجع لكرة القدم. أما دفاعنا الذي ضحك عليه وتلاعب به هجوم الخصم أكثر من مرة فحدث عنه ولا حرج.
خلاصة الكلام.. لا فكر ولا انسجام. ولم يعد مقبولا تبريرات الخواجة كوبر الذي يقبض آلاف الدولارات شهريا ليظهر الفريق بهذا المستوي المهتريء والذي لا يبشر بالخير أبدا. فدائما يقولون بعد كل اخفاق في مباراة ودية إنها تجربة ناجحة والدروس المستفادة منها كثيرة.. لا يا كباتن.. الدرس الوحيد المستفاد من هذه التجربة أن هذا المنتخب المصري إذا لم يستطع الفوز في المباراة الودية المقبلة مع جنوب إفريقيا يوم 6 سبتبمر ثم الفوز علي الكونغو في أول مباريات التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم فالأولي أن نفضها سيرة ونترك كل لاعب لفريقه المحلي للمنافسة علي الدوري والكأس. ونداري علي خيبتنا!!
يا كباتن.. اسم مصر أكبر من أن يخضع للتجارب. فرق كثيرة أقل منا خبرات وتاريخا أصبح لها شأن في عالم كرة القدم.. فمتي نعي حجم وعظمة اسم مصر ونقاتل ليكون دائما علي القمة؟
البركة في الكابتن هاني أبوريدة وفريقه الفائز في انتخابات اتحاد كرة القدم.. لعل وعسي نري فارقا واضحا علي أيديهم.