خلال متابعتي للطرق والكباري والأنفاق التي أقيمت وتقام فى مكة المكرمة، تمنيت أن يكون معي فى هذه الرحلة المهندس هاني ضاحى وزير النقل، ويرى بأم عينه حجم وكم المرافق والكباري التي أقيمت والتي ما زالت تحت الإنشاء، صحيح الاقتصاد المصري بعافية، وصحيح أن مصر تمر بفترة عصيبة، وصحيح أن موازنة وزارة النقل تمثل واحداً من مليون من موازنة نظيرتها فى المملكة العربية السعودية، وصحيح أن اختلاف الجغرافية في مكة والقاهرة يلعب الدور الأكبر في إقامة الطرق والأنفاق والجسور، لكن تمنيت أن يرى ضاحى أهمية المرافق والطرق والأنفاق للتسيير والتسهيل على المواطنين، خاصة أهميتها للسياحة والصناعة.
وكأنني ولى من أولياء الله، أو كما يقال: زعق لي نبي، فى مساء نفس اليوم عند خروجي من بوابة الفندق الذي أقيم فيه متجها إلى الحرم المكي، صادفت على بوابة الفندق المهندس هاني ضاحى بشحمه ولحمه يرتدى ملابس الإحرام..
ــ معقولة .. ده حلم يا ربى
حدقت في الرجل، استدعيت صورته التي أرها في وسائل الإعلام، هو بعينه ونظارته، سبحان الله.
استكملت طريقي متجها إلى الحرم متشككا فيما رأيت، ربما شبيها لهاني ضاحى، فليس من المعقول أن أفكر في الرجل صباحا وأقابله في المساء، أديت صلاة العشاء وطفت حول الكعبة، وتذكرت العديد من الأصدقاء وأسرهم، ودعيت لهم بالخير والمغفرة، خاصة والدة الزميل عماد خيرة رحمة الله عليها التي كانت تعانى قبل وفاتها من الزهايمر، وكان الصديق خيرة يلقنها الدعاء لى بالشفاء.
ــ ادعى لزميلى علاء
ــ دعاء؟؟
ــ علاء
ــ أنت مين؟
أنا ابنك عماد
ــ هو أنا لي ولد اسمه عماد
الصديق خيرة كان يتصل بى يوميا ويحكى لى هذه الواقعة التى تتكرر كل مساء، ونضحك من قلوبنا، وأقول له:
ــ أنا خايف تكون أمك بتدعو لـ «دعاء» مش «علاء».
ــ ما هو أنا لما لقيتها بتلغبط حفظتها اسم عيلتكم «عريبى».
وبعد محايلة لها رحمة الله عليها كانت تدعو لى بالشفاء، فى الصباح نزلت إلى المطعم لكي أتناول أنا وزوجتي وجبة الإفطار، قبل أن أتناول فنجان القهوة دخل على شبيه هاني ضاحى وزير النقل، حدقت فيه: هوه بعينه ونظارته، وطوله وعرضه، ده مش شبيه، ده هاني ضاحى بشحمه ولحمه، كان الرجل وأسرته، سألت زوجتي أن تحدق فيه، وأكدت أنه فعلا ضاحى وزير النقل، واستقبل على طاولتنا أحد الأصدقاء، وحدق فى الرجل وأكد أنه هانى ضاحى.
أما وقد ثبتت الرؤية، فهل ستلفت هذه المشروعات الضخمة نظر المهندس ضاحى؟، هل يمكن أن ننفذ مشروعاتنا بنفس الجدية والسرعة التي نراها في مكة؟، الله أعلم.