الأهرام
محمد أمين المصرى
حكايات الأمهات على شواطىء الإسكندرية
انتشرت على الفيس بوك حكايات الأبناء عن أمهاتهم خلال فترات تصييفهم فى الماضى على شواطئ الإسكندرية مثل ميامى وسيدى بشر والمعمورة والعجمي، وطبعا يندرج هذا على بقية الشواطئ زمان ومنها رأس البر وجمصة وبلطيم.

تبدأ الحكايات بشاب يقول عن أمه إنها زمان على إحدى البلاجات، سألت بائع عباءات ونظارات وكرات بلاستيك عن سعر العباءة، فرد أنها بخمسة وثلاثين جنيها واستفتتح ياحاجة ربنا يباركلك. ولكن الأم لم تلتفت لكلامه وقالت فى كلمة قاطعة : «جنيهان وربع فقط لا غير». فتوقع منها الابن أنها تتحدث عن «فلاية شعر» وليس العباءة، وعبثا حاول أن يقنعها أنها العباءة وليس شيئا غيرها. أصرت الأم، وابنها يتمنى أن يبتلعه البحر قبل أن يرى هذا المشهد والجدل الشديد بين أمه والبائع البائس الذى تصبب عرقا الذى لا يريد انهاء الفصال الدائر واستمر وسط صمود الأم وكأنها فى حرب وهى المنتصرة بإذن الله.

شعر الشاب بتأنيب الضمير وحاول أن ينهى العملية ولكن الأم أصرت على موقفها بينما خفض البائع السعر الى الثلاثين، ثم العشرين حتى خاف الابن أن يتعرض هو وأمه الى سباب عنيف وضرب من البائع، ليصل المشهد للذروة بأن خضع البائع للأم ولكنه توقف عن سعر خمسة جنيهات للعباءة، ونزل على ركبتيه ودخل تحت الشمسية تجنبا لمزيد من العرق.. ولكن الأم لم تقبل بعرضه وقالت فى لهجة قاطعة :«خلاص 3 جنيهات وأعطينى نظارة هدية».

الى هنا فكر الشاب أن يخلع مايوهه ويتبرع به للبائع الذى أَضاع وقته مع أمه خاصة وأنه شعر بتأنيب ضمير نحوه، فهو حقا لا حول له ولا قوة أمام جبروت أمه التى حدقت ابنها فى النهاية بنظرة كبرياء بعدما وافق البائع على سعرها بجانب النظارة الهدية، ولكن الأم تعنتت فى موقفها وأبلغت البائع بأنه «مغلوانى» وضحك عليها!.

انتهى صاحب البوست من سرد حكاية أمه حتى توالت التعليقات لنكتشف أن هذه الأم مسكينة وفاشلة فى الفصال، ليروى كل الأصدقاء ما فعلته أمهاتهم مع البائعين فى المحال والأسواق، واكتفى بالتى اشترت سجادة فخمة بمائة جنيه مقابل 700 فى البداية. ولتكون الخلاصة أن البائعين يبالغون جدا فى تسعير منتجاتهم وأرباحهم، وبالتالى هناك مشتر يعوض آخر..والأهم، يعتقد معظم هؤلاء أن الأمهات لا يقدرن على الحكومة التى ترفع كل أسعارها ولكنهن يعوضن هذا النقص مع بقية البائعين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف