أحمد السرساوى
أجمل مشهد تراه العين في الهند والصين!
خمَّنوا.. ما أجمل مشهد يُمكن للعين أن تراه صباحا في الهند والصين ؟!
لا.. ليس قصر تاج محل في بلدة أجرا الأثرية التي تبعد عن العاصمة الهندية بنحو 220 كيلو مترا .. ولا السور العظيم الذي نُحت في الصخر ليُذكرنا بعظمة الأباطرة الصينين، ولا كتائب الشعبين الزاحفة مع كل طلعة الشمس للعمل والعرق والرزق.. بل المشهد الذي رأيته حياً بأم عيني هناك.. إنه طوابير الأطفال الصغار وهم سائرون للمدارس «بدون باصات» يرتدون المريلة الصفراء «الكاكي» ، وضفائر بنات الهند تتراقص علي ظهورهن بينما يتطاير «ديل الحصان» خلف رؤوس بنات الصين والفرحة تقفز أمامهن هنا وهناك في براءة مُفرحة.. مشاهد ـ رغم بساطتهاـ رجوت أن تعود لعيون أطفالنا!!
هنا يعيش ثلث سكان الدنيا داخل الجارتين النوويتين .. بينما ينتشر باقي أهل الأرض علي وجه البسيطة ، فآخر تعداد أعلنته نيودلهي يقول أنهم تجاوزوا المليار والـ 300 مليون نسمة ، في حين تؤكد إحصائيات بكين أنهم زادوا علي المليار و الـ 370 مليونا.. أي أنهما مجتمعان يمثلان نحو 35% من البشرية!!
ومع ذلك فالدولتان من أكبر التجمعات الاقتصادية في عالم اليوم .. فالهند هي الاقتصاد الرابع دوليا وتنتج ما قيمته 8 تريليونات (ألف مليار) دولار أمريكي سنويا ، بينما تتربع الصين علي المركز الأول بإنتاج يزيد علي 20 تريليون دولار.. أي أنها شعوب مُنتجة وذائبة في العمل.
ونعود لأجمل مشهد في البلدين المرتبط بالعملية التعليمية فأبهي المباني في الهند هي المدرسة وتبدأ المرحلة الابتدائية من سن خمس سنوات، و يلتحق قرابة 19 مليون طالب بالمرحلة الثانوية ، وتهتم الدولة بتدريس الرياضيات والعلوم ، كما يوجد بها أحد أكبر النظم الجامعية تقدما في العالم.. مكوناته 20 جامعة مركزية و215 إقليمية تضم 16 ألف كلية و100 معهد بارز علي المستوي الدولي ، تقدم أفضل تعليم بتكلفة معقولة ، لذلك يُصنًّف التعليم العالي بها كثالث عالميا وهو ما انعكس علي عدد العلماء الهنود الذين فازوا بجوائز نوبل في الكيمياء والفيزياء والطب!!
أما الصين فينقسم التعليم مابعد الثانوي بها إلي 3 اتجاهات .. إما مهنية فنية 3 سنوات ، أو جامعية من 4 إلي خمسة أعوام ، أو دراسات عليا لطلاب الماجستير والدكتوراة ، ويضم النظام التعليمي فيها أكثر من 3 آلاف جامعة نصفها تقريبا حكومية هدفها الابتكار والإبداع للتصدير.
وفي المقابل تقول مؤشرات البنك الدولي المُعلنة أن الاقتصاد المصري «رغم مشاكلنا» يشغل حاليا الترتيب الرابع والعشرين عالميا ويتجه للصعود خلال السنوات القليلة القادمة.. و لو أتمت مصر مشروعاتها الجاري تنفيذها ستشهد نقلة نوعية في الاقتصاد يتوازي مع دورها السياسي الدولي المتعاظم .
وفي يقيني أن ذلك أحد أسباب دعوة مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي لقمة العشرين في الصين ابتداء من اليوم وقبلها مباشرة كانت زيارته للهند.. البلدان اللذان رأيت فيهما أجمل مشاهد البراءة والفرحة!!