في الوقت الذي انتفضت فيه جماهير التجار الكبار والمستثمرين وهم علي قلب رجل واحد ضد وزيري المالية والصناعة الذي لا أعرف اسمه بسبب قانونين كلاهما مهبب الأول يختص بتقييد الاستيراد والثاني بضريبة القيمة المضافة. انتفضت جماهير البقالين والتجار التموينيين ضد حيتان السوق من رجال الأعمال بعد أن عرفوا ان عمو أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية وعمو ساويرس عظم الله أجرهما قاما بشراء مخزون السكر الراكد من شركة الدلتا للسكر بعد تراكمه كمخزون محلي وصل إلي 1.2 مليون طن تكفي كمخزون استراتيجي حتي نهاية 2017 وكان كلاهما السبب في هذا الركود حين قاما باستيراد سكر وتم إعفاؤهما قبل إقالة حنفي طيب الله ثراه من أي رسوم إغراق.
عمو الوكيل وعمو ساويرس رفعا سعر السكر المحلي منذ أيام قليلة ألفين جنيه للطن كعقاب للحكومة علي إقالة عمو حنفي وزير التموين. الذي منعته الاقالة من مراعاة مصالح كبار المحتكرين للسلع من اصدقائه من رجال الأعمال. وكعقاب للشعب الذي يعيش في مهب الريح ولم نقصر في دور المتفرجين كعادتنا. ونحن والحكومة مبسوطين من كفاءتنا في القيام بهذا الدور. مع أنه يعلم أن عمو أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية هو خال وزير التموين المقال خالد حنفي.
نحن شعب طيب نردد في صلواتنا دائما اللهم لا اعتراض. سواء اتخانق رجال الأعمال مع الحكومة علي قرار أصدرته فأضرهم أو اتخانقت الحكومة معنا علي قرار اتخذته ولم نصفق لها. ولأننا طيبون انشغلنا مع الحكومة في محاسبة خالد حنفي علي تكاليف إقامته في الفندق ونسينا ان نحاسبه علي كل المخالفات التي تصب في صالح رجال الأعمال المحتكرين. وسيبك من قصة البطاقات التموينية الذكية المعطلة أو الفساد الذي طال منظومة الدعم أو أسعار الارز والسكر أو تحرير الطحن. كلها ملفات في العبيط. لأن الأهم هو المسئولية السياسية عن كل ذلك مضافا إليها المسئولية عن فساد القمح والتلاعب بالصوامع.
أما بخصوص قانوني تقييد الاستيراد والقيمة المضافة فنحن نثق في أن الحكومة لن تعذبنا بما فعل السفهاء منا وسوف تمرر القانونين دون أن تكوينا بالزيادة في أسعار الخبز والألبان والشاي والخضر والفاكهة. والحمد لله ان الزيادة ستكون فقط علي البنزين الذي لا نشربه والسولار الذي لا نطيق رائحته والكيروسين الذي لم نعد نعرفه والتبغ الذي نختنق من رائحته. وسهلة إن شاء الله ال8% علي المياه الغازية التي تصيبنا بالهشاشة والكحوليات التي تزيدنا ثقة في أن الحكومة تعمل لصالحنا حتي وان جعلت أجهزة التكييف سببا في ولعة فواتير الكهرباء وجعلت اتصالات المحمول سببا في اللوك لوك.
بلاش نقول إن القانونين يفتحان أبواب الفساد وبلاش نقول إن عمو حنفي جعل المحتكرين من اصدقائه يمصون دم المصريين ولابد أن نشكر عمو الوكيل وعمو ساويرس ونردد ان المصريين يدركون ما تحقق من انجازات ملموسة طوال الفترة الماضية.