يسرى حسان
د. شربيني.. اسكت لو سمحت!
أرجوك لا تعول علي تغيير وزاري مرتقب. إذا أردت أن تعول. عول علي تغيير سياسات وليس تغيير اشخاص. واسأل نفسك: وزراء دول ولا سكرتارية؟
وأيا كان الأمر. فمنذ أن سري خبر التغيير الوزاري المحدود ونحن نشعر إننا أصبحنا في "عالم أراجوزات". فكل من طالته شائعة التغيير يعمل الآن عجين الفلاحة ليقول لمن بيده الأمر "أنا هنا يابن الحلال".. وإن كان يتصرف في القصيدة الجميلة التي كتبها العم صلاح جاهين وغنتها الصبوحة ليقول "أنا هنا يابن الحلال وعايزة جاه وكتر مال!!"
فجأة انفجرت ماسورة التصريحات والأفكار والمؤتمرات الصحفية والتنطيط من جريدة إلي مجلة إلي موقع الكتروني. وانشري ياللي إنتي مستفيدة.
لكن أكبر الشوهات الاعلامية وأطرفها وأظرفها هو ذلك الشو الذي يؤديه وزير التربية والتعليم شربيني هلالي. وأنت تقرأ تصريحاته وتشاهد شوهاته فتدرك ان مصير "مسرح مصر" الذي يقوده أشرف عبد الباقي وأشباله أصبح في الضياع. بعد أن اهتدي الناس إلي منجم أكثر إثارة للضحك والفرفشة.
شربيني هلالي يتمسك ويستمسك بمنصبه حتي الرمق الأخير. دخل المغارة وخرج علينا بافتكاسة جديدة ظنا منه أنها ستبقيه وزيرا إلي أن تقوم الساعة - ليس بعيدا والله في مصر - قال لك سنفتح مدارس يقيمها المستثمرون ويديرونها - مش مهم إزاي - وتعود للدولة بعد أربعين عاما.. معلم والله ويقدم أوراق اعتماده صح.. فالكل الآن يبيع المواطن فلماذا لا يشارك الرجل الأبهة. في المزاد.
الرجل الذي ليس لديه ما يقدمه للتعليم ولا حتي لكرة السلة. توصل إلي اختراعات عجيبة ومريبة ومعيبة. لكن ماذا يفعل وتلك أوراق الاعتماد التي أشاروا عليه بها.. بيع يامعلم بيع.
يا أخي.. إذا لم يكن لديك شيء تسهم به في بناء وطنك علي أسس علمية سليمة ومحترمة فاسكت خالص الله يهديك.. وأنت - للأمانة - ليس لديك أي شيء تقدمه. لأن تطوير التعليم أو انقاذه مسألة صعبة وكبيرة عليك أنت وبطانتك ومستشاريك ومستثمريك الذين تريد أن تبيع لهم المواطن إللي مش ناقص بيع أصلا.
بذمتك هل يوجد في أي دولة متقدمة. أو تريد أن تتقدم. كل هذه الأنواع من التعليم. العام والتجريبي والمتميز والخاص والدولي والأزهري وغيرها وغيرها. وهل يمكن أن تكون هناك عدالة وفرص متساوية في التعليم والعمل في ظل هذا الكلام الفارغ الذي تنفرد به مصر. ثم تأتي سعادتك لتخترع لنا نوعا جديدا من المدارس التي سيتملكها المستثمرون ليشووا بها المواطن أكثر مما هو مشوي أساسا؟
لن ينصلح حال التعليم في مصر مادام يتولاه الهواة والمشتاقون.. ومدارس المستثمرين التي تتحدث عنها باب واسع للفساد تعرف انك تفتحه علي مصراعيه.
أرحمونا من هذه الأفكار الشيطانية واعلموا أن "التعليم العادل" حق لكل مواطن يجب أن تتكفل به الدولة كما يقول دستورها. وكفاكم تقسيما للبلد الذي لم يعد يحتمل المزيد من التقسيم.. وكفاكم انتقاما من المواطن الذي يصرف دم قلبه علي أولاده حتي الثانوية العامة ثم بعد ذلك تسلموه تسليم مفتاح إلي الجامعات الخاصة التي تواصل مص دمائه.. اسكت أيها الوزير فأنت باق.. وحتي إذا تم تغييرك فلن يعدموا الحصول علي نسخة طبق الأصل.. الليمبي لا يموت أبدا!!!!