الوفد
عباس الطرابيلى
يا أطفالنا.. صوموا تصحوا!
كل ما يجرى يؤكد أنه ليست لنا أى سياسة واضحة فى توفير السلع الاستراتيجية.. فلا نملك سياسة فى توفير الأرز.. أو السكر ولا حتى فى التعليم، نلغى نظام الميد تيرم.. أم نبقى عليه؟.. ورحم الله الجزيرى فناننا الشهير ومقولته الأشهر: يا عالم.. نقفل الشباك ولا نفتح الشباك؟! وآخر العجب العجاب ما يجرى هذه الأيام فى لعبة لبن الأطفال.. فإذا كنا نملك تقليل كمية الأرز التى نقدمها لأولادنا.. أو نقلل عدد ملاعق السكر على كوب الشاى. فهل نستطيع أن نقلل عدد رضعات الطفل من هذا اللبن المجفف أم نخفف من معدل كثافة اللبن فى الماء؟.. أم ندعو على كل أم تنسى الرضاعة الطبيعية.. وتلجأ لهذه الألبان الصناعية. أم ندعو على وزير الصحة.. أم على كل أعضاء الحكومة؟!
<< ووزير الصحة الدكتور أحمد عماد أعلن أنه يتم توفير علبة اللبن بسعر خمسة جنيهات رغم أن تكلفتها 26 جنيهاً للعبوة.. ولم ينس الوزير أن الخمسة جنيهات فقط للمستحقين.. يعنى هناك طفل يستحق.. وآخر لا يستحق.. وهل نظمنا بطاقات التموين الحديثة ـ أقصد الكروت الذكية ـ لهؤلاء الأطفال؟.. وهل نقول لهم "نام.. نام يا ابنى وأجيب لك جوزين حمام".. أم تفعل أمهاتنا كما فعلت يوماً تلك الأم العربية وسمع الخليفة عمر بن الخطاب بكاء أطفالها بينما هى تغلى مجرد ماء فى وعاء.. حتى ينام الأطفال.. فأسرع الخليفة نفسه ليحمل لها من بيت المال دقيقاً وزيتاً لتصنع لأولادها طعاماً حقيقياً.. وكل ذلك دون أن يكون عنده وزارة للتموين ووزير لها وبالوزارة وتوابعها عشرات الألوف من الموظفين.
<< وإذا كان الوزير قد أعلن استيراد 18 مليون عبوة لبن أطفال فكم شهراً تكفى هذه الكمية. ألا تملك الوزارة جهازاً تعرف به حجم الاستهلاك ومدى الموجود فى المخازن.. أم أن الجشعين من أصحاب محال الحلوى يسرقون هذه الألبان لاستخدامها فى صنع الحلويات وتباع بالسعر الغالى.. أم أننا نتحرك فقط عندما يخرج الناس فى مظاهرات، يحاصرون من يسلمهم علبة اللبن عندها فقط «نقرر» الاستيراد.
<< الحل عندى أن تخرج الأمهات. وتحمل كل واحدة رضيعها على كتفها وتتجه إلى حيث يجلس الوزير «وتقرص» كل أم رضيعها ليرتفع صوته بالبكاء.. وتقف الأمهات تحت نافذة غرفة الوزير «إذ ربما» يرق قلبه.. ويأمر بتوزيع علب مجانية لكل رضيع.
<< أم يا ترى تلك مؤامرة حكومية لتقليل عدد المواليد، بعد أن تجاوز عددنا التسعين مليوناً.. ولا أمل إلا أن نمنع عنهم حليب الأطفال.. أنا نفسى أراها خطة حكومية محكمة بعد أن فشلنا فى تنظيم النسل.. رغم وجود شعوب أخرى ترحب بزيادته وترى فيهم نعمة وليست نقمة.. وشوفوا الصين أو الهند.. كيف يدبرون حياتهم.
على أى حال، إلى أن تعود أمهات مصر إلى الرضاعة الطبيعية وأن تستيقظ الحكومة من سباتها.. وتستعد مبكراً.. ليس أمامنا إلا أن نطلب من أطفالنا أن يصوموا عن «الرضعة» أو يخططوا لإجهاض مخطط الحكومة لتقليل النسل!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف