المساء
محمد جبريل
العرب يتفقون علي خسارة اليونسكو!
لست أذكر القائل: "اتفق العرب علي ألا يتفقوا".. لكن هذا هو واقع الحال الذي يعكس مواقف القيادات الثقافية العربية من قضية الترشيح لرئاسة منظمة اليونسكو الدولية.
خاضت الأقطار العربية ـــ من قبل ـــ صراعاً بين العديد من المرشحين. انتهت ـ في كل مرة ـ بفوز المرشح الأجنبي.. تزكية المرشحين العرب. كل لنفسه. علي حساب الآخرين. أتاحت الفرصة للمرشح الأوروبي. كي يفوز ـ دون عناء ـ بالمنصب. أن أعطي صوتي لمرشح واحد له منهجه الواضح المحدد. خير من أن أعطيه لمرشحين يفترض اتفاقهم. لكنهم بدأوا بالاختلاف علي أحقية كل منهم بالمنصب الرفيع.
حبيب الصايغ الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب أصدر بياناً حول مهزلة الترشيح العربية لرئاسة منظمة اليونسكو. أشاد فيه بالمرشحين الأربعة. وانهم علي قدر المسئولية.. لكن واقع الأمر ـ وهو ما عكسه البيان ـ يؤكد ان كل مرشح يصر علي أن يكون هو ممثل العرب في عملية الترشيح. وإن تمني الحظ السعيد لبقية المرشحين.
المرشحة المصرية مشيرة خطاب أبدت ترحيبها بأن يتم الاتفاق علي مرشح عربي واحد. وإن رفضت أن تزكي نفسها. أما المرشح القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري قد أفاض في شرح موقف بلده المناصر للقضايا العربية. وأشار إلي أنه يحظي بتجاوب عالمي. ثم طالب الصايغ أن يساند ترشيحه في المنظمة الدولية. أما المرشحان اللبنانيان غسان سلامة وفيرا خوري. فقد كرر الصايغ دعوتهما إلي الكلام المباح!
المشكلة تكررت في انتخابات سابقة. أذكرك بإسماعيل سراج الدين والقصيبي وفاروق حسني. دخلوا مختلفين. ففاز من عبر عن رأي عام يؤيد ترشيحه.
بصرف النظر ما إذا كان الصايغ أراد السخرية من الخلاف الذي اختاره العرب بدلاً من الاتفاق أم العكس. فإن شعارات الوحدة العربية. والتعبير عن ثقافة مشتركة. وأمجاد يا عرب.. ذلك كله يبدو نكتة سخيفة من حق العالم أن يضحك لها. ثم يتجه ـــ بلا مزايدة ـــ إلي المرشح الذي يعبر عن مجموعته الاقليمية. أو عن مثقفي العالم.
لا أزعم ان اقتصار العرب علي مرشح واحد يضمن الفوز برئاسة المنظمة الدولية. لكن التقدم للمنصب بمرشح واحد. تدعو له كل الأقطار العربية. أفضل من البداية الفاشلة. وهي التقدم بأربعة مرشحين.
أذكر فيلماً عن الانتخابات الأمريكية. لجأ فيه المرشحان الرئيسان إلي كل الوسائل للفوز بالرئاسة. أدان الآخر. وألصق به ما حدث. وما لم يحدث. فصارت الفرصة متاحة لفوز مرشح ثالث كان غائباً عن الصورة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف