قال الله تعالى فى محكم التنزيل مؤكدا حفظه لكلامه تعالى "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" وقال "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "والايات كثيرة فى هذا الاطار تؤكد حفظ الله لكتابه الكريم والقرآن العظيم المنزل على خاتم الرسل واشرف المرسلين.
لكن هل نحن حافظنا على كتاب الله فى الصدور والقلوب أم اكتفينا بحفظه على الرفوف وداخل جدران المكتبات واسطح الدواليب وفوق تابلوهات السيارات، وهجرناه تلاوة وحفظا وسماعا وملأنا بيوتنا عويلا وصراخا من اغان هابطة ومسفة، فهجرنا القران ورب القران فحصدنا ما نحن فيه من غلو فاحش في الاسعار وابتلينا بالامراض وضيق الرزق والاكتئاب وضيق النفوس والصدور..
الاجابة توضحها حالات الاعتداء المستمر على مصحفنا الشريف وكتاب الله المجيد وأفضل الكتب جميعا منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة، فهو الكتاب الجامع المانع الحاوى الكامل المشتمل على كل ماتحتاجه البشرية والبشر دينا ودنيا، وهو من اجل النعم وافضلها التى من بها المولى عز علينا وخصنا بها دون سائر الامم جميعا لكننا قصرنا وفرطنا وهان علينا حتى هان على جميع الخلائق .
قرآننا الكريم يئن ويتألم ويهان ويتوجع ويشكونا لخالقه الكريم لما يتعرض له هذه الايام من وحشية وهمجية وازدراء فاق الوصف، وليس هناك مفردات لغوية تستطيع ان تصف حجم الاستهزاء الذى يتعرض له كلام رب العالمين على يدي الفسقة والمرتزقة والمجرمين والفاسقين والمفسدين ممن تحكمت فيهم خسة ونذالة السِفلة من الناس الموتورين المتلبسين بشهوة ولذة الانتقام من البشرية، الساعين لنشر الفساد، المبشرين بسلطان الشهوة، فلم يجدوا سوى كتابه الله ليدوسوه تحت اقدامهم ركلا وَضربا وتمزيقا .
ولم يتوقف حد السخرية وازداء الدين الاسلامى عند مجرد تشويهه أو النيل من قرآنه وسمعة رسوله الكريم بل وصل الاجرام حدا ان يتم شرب الخمر بعد سكبها على المصحف الشريف وملء صفحاته بالخمر ثم شربها ويزيد الفسقة بركل المصحف الشريف فى الفيديو الذى يبث هذه الايام عبر اليوتيوب من خلال الانترنت الذى عاث فى الارض فسقا وفسادا بعدما تمرسنا علي سوء استعماله .
الفيديو اللعين يظهر شارب الخمر الذى تلاعبت الخمر برأسه حتى بدأ يتلاعب بكتاب الله ويطأه بقدمه، ويركله وكأنه كرة يلعب بها ،ويتمادى الفسقة والمجرمون والزناة من اشباه القردة والخنازير فى النيل من كتاب الله لدرجة أن قامت غانية عراقية بنشر فيديو اخر على الشبكة العنكبوتية وهى شبه عارية تحتسي الخمور وتركل المصحف الشريف بقدميها العاريتين وتقف على كتاب الله راقصة لاهية .
الى هذا الحد البذئ والمقزز يحارب هؤلاء كتاب الله ويسخرون من الأمة الإسلامية ونحن نكتفى بالمشاهدة والشجب والادانة، لم يعد فينا نخوة الشريف ولا كرامة الحر، هان علينا كتاب الله حتى هان على محتسى الخمور والعاهرات وغيرهما من حطب جهنم، ألا يوجد بين المليار مسلم أو يزيد من يغار على كلام الله وكتابه..ألا يوجد حاكم مسلم دمعت عيناه لما رآه وقرر الثأر لكتاب الله.. أين الحكام العرب أين الازهر وعلماؤه ..أين رجال رابطة العالم الاسلامى المنتشرون فى غالب بقاع العالم؟
سكتنا كالعادة ولم نتحرك إزاء الاساءة للاسلام ثم رسوله حتى وصلت الاساءة الى قرآننا المجيد فمتى نهب ونتحرك لحفظ ديننا وقرآننا واسلامنا؟ بل إني على يقين أن الكنيسة القبطية وبابا الفاتيكان يأبيان مثل هذا التصرف الخسيس المجرد من الأخلاق، وإننا والله لنغضب ونسخط لوحدث هذا مع الانجيل بل ونقف مع الكنيسة لمحاربة هذا العمل، وكذلك لو حدث مع التوراة ؟ ويجب حشد القوى الاسلامية لمحاربة الإلحاد الذي يتجاوزحد اعتناقه له ويسئ إلى المقدسات والكتب السماوية والأنبياء.
يا سادة يا مسلمين ويا سادة يا حكام وياسادة يا ملوك العالم العربي ممن تعيشون بفضل هذا الكتاب ومباركة نبيه لاراضيكم، وياسادة يا علماء الدين فى كل مكان يا أيها الازهر والمنظمات الاسلامية، يا أيها الشعوب العربية والاسلامية متى تهبوا للدفاع عن دينكم وقرآنكم الذى يبكى مافعل به أمام أعينكم جميعا ..احفظوا للقرآن هيبته ولدينكم مكانته ولرسولكم عظمته قبل ان تلاقوا ربكم، ولابد من مطاردة من قام بهذا الفعل الشنيع فهو جريمة من أبشع الجرائم يستحق فاعلها أشد العقوبات، واختتم بقوله تعالي"ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذابا مهينا".
اللهم بلغت اللهم فاشهد.