الأهرام
سعاد طنطاوى
من البنطلون المقطع للشعر المنكوش يا قلبى لا تحزن
الفتنة نائمة ولعن الله من ايقظها ، انها الفتنة التى اصابت شبابنا فلم نعد نستطيع التفريق بين الشاب والفتاة من كثرة ما نرى من مهازل واذا تكلمنا نوصف بأننا دقة قديمة بل جهلاء بالموضة.
فلعن الله هذه الموضة التى تأتينا من الغرب بكل اشكالها والتى محت معالم الذكورة والانوثة عند ابنائنا فلم نعد نعرف من الولد ومـن البنت فما تكاد تخرج للشارع الا وترى شبابا يتركون شعورهم بدون تهذيب غبراء شعثاء متفرقة متلبدة تقزز الناظرين وتؤذى عيونهم من شدة قبحها وتحسبهم للوهلة الاولى شياطين تخرج عليك وزاد الطين بلة هؤلاء الذين يتركون شعورهم مسدلة على ظهورهم يتمايلون ويتخايلون بها كأنهم البنات فى زمانهم لدرجة تصل الى حد الضفيرة أو وضع التوكة وهو ما لانعرفه نحن الاباء والامهات القدامى فى نظر ابنائنا حيث كان اخر عهدنا بالموضة الجيل وقصة عرف الديك ، وما بين هذا وذاك موضة وضع الميك أب والمكياج بين الشباب وتهذيب الحواجب كالسيدات والخروج بها جهارا نهارا امام الناس بلا حياء او أدب وما بين الميكب والوشم والملابس الغريبة على شخصية شبابنا ، ظهرت فى الأونة الأخيرة ظاهرة تعد سيئة بكل المقاييس، و قال يعنى انها تعبر عن الشكل العصرى للشاب، الا وهى موضة البنطلون " المقطع عند الركب " وموضة البنطلون " الاسكينى" الملاصق للجلد حيث تطور شكلا ومضمونا، لدرجة أن البعض لا يستطيع التفرقة بين بنطلون اسكينى للشاب وبنطلون استريتش للفتاة وغزت هذه الموضة المقطعة محلات بيع ملابس الفتيات، وكذلك الشباب، وغدا الاثنان يلبسان بنطال واحد

والمتدبر للامر يجد انه غزو اوربى ثقافى يستهدف تدمير هويتنا الدينية والثقافية والاخلاقية وتسطيح تفكيرنا وفى المقام الاول شبابنا عصب الامة بانغماسه فى اللهو وعدم التفكير فى امور بلادهم وهو غزو استعمارى وليس بجديد علينا بعد ان فشلوا فى استعمارنا بالحروب العسكرية الا ان اللافت للنظر ا ن هؤلاء الشباب هم ذاتهم من ينكرون مثل هذه الموبقات ويؤكدون شباب وفتيات أنهم يبحثون عن الذوق الراقى فى الملبس والمتصف بالاحتشام لكن للاسف لم يجدوا امامهم الا مثل هذه الملابس التى تغزو المحلات ولان مصر بلادهم غير منتجة لاى شىء بالمرة بعد ان اغلقت مصانع الغزل والنسيج فلم يعد امامهم بحسب قولهم خيار اخر واصبحوا مضطرين للبس هذه الموضة المستوردة التى فرضت عليهم بذوق الغرب ففقدوا معها هويتهم فلا اصبحوا مثل الرجال ولا اصبحوا مثل السيدات.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف