أيام معدودات ويتوجه ملايين المسلمين إلى عرفات، ليقفوا وقفة واحدة آملين بالدعاء أن يغفر الله سبحانه وتعالى لهم الذنوب ما كبر منها وما صغر، ويمحو من السجل كل ما يغضبه من عبده الذليل المنكسر الضعيف الذى لا حول له ولا قوة، ليبدأ صفحة جديدة كيوم ولدته أمه، ليستكمل ما بقى من عمره فى الدنيا يصارع فيه النفس الأمارة بالسوء وإبليس لعنة الله عليه، ويمتثل لأوامر ربه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليفوز بالجنة ونعيمها.
هذا أمل من فازوا بالحج هذا العام، وأمل من يدعون الله أن يؤدوه فى الأعوام المقبلة، وكان أمل من سبقوهم فى السنين الماضية، وأمل التوابين بعفو من الله حتى يعيشوا حياة طيبة، لا يعرفها إلا من آمن وعمل عملا صالحا، فهنيئا لكل من تقبل الله منه الدعاء والحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام.
«لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» أدعوك والملايين من المسلمين أن تغفر لنا جميعا، وتحسن إلينا بحج مقبول وذنب مغفور، وأن تصلح حال المسلمين، وتنصر مصر وشعبها وكل بلاد المسلمين، ونحن لك ذاكرين ومهللين وطائعين ومستغفرين وشاكرين.
ذاهبون بإذن الله للحج وعسى أن ننال من منافعه وفوائده العظيمة، وأن يستفيد الحجيج من فوائده الدينية والتربوية والأخلاقية والاجتماعية، وفرصة حقيقية ووقفة لنحاسب أنفسنا كمسلمين وبعتاب داخلى دون جدال على أوضاع بلادنا وشئون شعوبنا وهمومنا وآمالنا، لعل الله يصلح منا فنصلح أعمالنا.