الجمهورية
صلاح الحفناوى
رحلة العمر إلي أم القري
مكة المكرمة.. أم القري.. إليها شددت إليها الرحال للمشاركة في ندوة الحج الكبري.. ذلك الحدث الفريد المتواصل علي امتداد أربعين عاماً.. وعلي أرضها الطيبة عشت. ومازلت. تجربة فريدة.. في مدينة تحتضن العالم وتجمع أفضل ما في قاموس البشر من قيم أخلاقية وإنسانية.
في الطريق من بيت الله الحرام إلي مقر الإقامة.. بعد أن أديت العمرة.. توقفت مرات ومرات أمام سيارات خاصة لشباب سعودي.. تقدم الوجبات الغذائية والمياه والعصائر مجاناً لكل من يمر بها من ضيوف الرحمن.. توقفت مرات أمام وجوه تكسوها السماحة.. ترحب بكل عابر بلا تفرقة ولا تمييز.. هنا في أكثر بقاع الأرض قداسة عند المسلمين تري التسامح في كل مكان.. الابتسامة المرحبة ممن يعرفك ومن لا يعرفك. هي الحرف الأول في لغة فريدة لا تعترف بغيل نُبل المشاعر وصدق النوايا.
أعترف بأنني عندما تلقيت الدعوة للمشاركة بدراسة إعلامية في ندوة الحج الكبري. قبل حوالي 5 أشهر.. لم أعثر في ذاكرتي علي معلومات كثيرة عن الندوة.. وعندما بدأت رحلة المشاركة في الندوة التي تنظمها سنوياً وزارة الحج والعمرة.. اكتشفت أنني أشارك في حدث علمي إسلامي سنوي. هو الأبرز علي الإطلاق.. يستقطب العشرات من خيرة علماء الأمة.. ويطرح العديد من القضايا التي تهم كل مسلم.. فقهاء وعلماء ومفكرون وأساتذة أجلاء في كل فروع المعرفة الدينية والإنسانية والعلمية. من كل قارات العالم.. جاءول ليشاركوا بعلمهم وخبراتهم في إثراء المعرفة الإسلامية.
سألت أمين عام الندوة. رئيس لجنتها العلمية.. الدكتور هشام بن عبدالله العباس. مستشار وزير الحج: أين أنتم من صخب الإعلام وأضوائه.. عندما قدمت إلي هنا لم أكن مدركاً لحجم الحدث.. ما أعيشه الآن وسط هذه النخبة المميزة من علماء ينتمون إلي قرابة الستين دولة. يفوق كل ما تصورته قبل القدوم؟!.. أجاب بغير تفكير طويل: صخب الإعلام ليس هدفنا.. نحن يسعدنا أكثر التناول الموضوعي لحدث يستحق التعامل معه بموضوعية.. المبالغة الإعلامية أحياناً تفقد الحدث بعض مصداقيته.. نحن نبحث عن التناول الهائي الصادق للحدث الذي لا نبغي من ورائه شهرة ولا جاه.. ولا نتطلع من خلاله سوي إلي خدمة الدين الحنيف.
في أم القري لا تستثني حالة السلام حتي طيور البر وأشجاره.. صورة يجسدها حمام الحمي الواقف بين الحجيج في طمأنينة وسلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف