الجمهورية
ناهد المنشاوى
فوضي الإنجاب في مصر
نحن أمام تحد حقيقي يدفعنا للبحث عن حلول جديدة للمشكلة السكانية التي هي أم المشكلات التي تواجه مصر.. نحتاج للعمل بحماس وبنشاط وبهمة لحل أزمة الأم التي أنجبت 6 أطفال أو خمسة أطفال ولا نجد الآن مصاريف شراء الكراريس والأقلام التي تجاوزت الألف جنيه بعد غلاء الأسعار.. نحتاج من المجلس القومي للسكان أن يقوم بالتنسيق الجيد بين الوزارات المعنية لأنها ليست مهمته هو فقط أو مهمة وزارة الصحة والسكان.
هناك أجهزة معنية أخري ووزارات مثل وزارة التضامن الاجتماعي والاتحاد العام للجمعيات الأهلية ووزارتي التعليم والتنمية المحلية. وكذلك المحافظون.
زمان أيام الثمانينيات عندما نجحنا في حل المشكلة كان اختيار علي أساس شروط وأولويات منها ضرورة العمل في خفض معدلات الإنجاب وتوعية القري بالدلتا وكذلك بالصعيد للاكتفاء بطفلين فقط.
لابد من استراتيجية وخطة تقوم علي أساليب يمكن بها تغيير معتقدات ومفاهيم الناس حول قضية تنظيم الأسرة ولابد من آليات عديدة للتحرك عبرها في الوصول للناس ودفعهم إلي الإحساس بالمسئولية.
البعض يردد ضعف الإمكانيات وعدم وجود تمويل وهذا قد يشكل عقبة حقيقية في توصيل الخدمات إلي الناس فنحن في حاجة إلي إمكانيات تتواكب مع جودة الخدمة المقدمة حتي نشجع المجتمع علي تحمل المسئولية والمشاركة عن قناعة في درء خطر الزيادة السكانية.
وقد اتضح هذا في مؤتمر جمعيات تنظيم الأسرة الذي عقده الاتحاد العام للجمعيات هذا الأسبوع فهناك نقص في التمريض ونقص في الأطباء.
وكذلك أيضا نقص الرائدات فنحن لدينا 14 ألف رائدة ريفية يتحملن أعباء ضخمة في القري منها شلل الأطفال وأمراض الطفولة والتطعيم ولذلك فعددهن لا يكفي نحن نحتاج إلي 20 ألف رائدة ريفية علي الأقل كما صرح بذلك د. طلعت عبدالقوي رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية.
وعودة انضمام فروع المجلس القومي للسكان إلي مجلس المحافظين قد تكون خطوة جادة لتبحث كل محافظة مشاكلها السكانية مع المشاكل الأخري للمحافظة كالصرف الصحي والمياه والطرق وكذلك مشروعات التنمية.
وبذلك نكون المجالس الإقليمية للسكان ليست مجرد كيان يعمل في معزل عن المجتمع والناس وإنما ستكون مرآة تعكس عادات وتقاليد وثقافات سائدة تضع الرؤية والأفكار التي تعظم حصاد النتائج أي أن يتحمل المجتمع مسئوليته كاملة كون المواجهة الحقيقية لن تكون بمعزل عن المجتمع.
يجب أن يجلس القائمون علي المشكلة السكانية مع المحافظين في كل محافظة لوضع النقط علي الحروف في حل زيادة كل محافظة.. وهذا ما بدأته.
هذا الأسبوع بدأت د. مايسة شوقي نائب وزير الصحة للسكان في جولتها الميدانية بالمحافظات وقد بدأت فعلا بالمحافظات الأكثر كثافة للسكان مثل الفيوم وسوهاج.. ولكنني أطلب منها ضرورة مشاركة الإعلام سواء التليفزيوني أو الصحفي في هذه الزيارات لوضع الحقائق أمام الرأي العام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف