اختلفت الآراء حول تقييم أداء بعثة مصر الأولمبية في ريو دي جانيرو ونتائجها ما بين المسئولين الذين يرون أن تحقيق ثلاث ميداليات برونزية بجانب بعض الأرقام الشرفية انجاز وبين المحللين الذين يرون ان احتلال مصر للمركز الخامس والسبعين في جدول الميداليات وبعد دول عديدة أقل كثيرا في التاريخ الرياضي يعتبر فشلا ذريعا. ويزيد الأمر حدة أن أحدا من الطرفين لم يحلل الأمر بشكل علمي في وقت أصبحت الرياضة تدار فيه في كل أنحاء العالم بالعلم فقط ولم يعد هناك دور لأي تفوق قطري أو فهلوة في الاعداد وبخاصة في اللعبات الرقمية.
من يجهد نفسه في البحث عن اللعبات التي حققت فيها مصر الميداليات علي المستوي الأوليمبي والتي وصل عددها بعد ديو الي 31 ميدالية منها 7 ذهبيات و10 فضيات و14 برونزية سيجد اننا حققنا هذه الميداليات في 7 لعبات فقط ومنها لعبة من الصعب الذي يقترب من المستحيل ان نحقق فيها ميداليات أولمبية مرة أخري.
ويتصدر اللعبات السبعة رفع الأثقال التي حققت 13 ميدالية متنوعة أي ما نسبته 42% تقريبا من اجمالي الميداليات المصرية ومنها 5 ذهبيات من أصل 7 في التاريخ الأوليمبي المصري و3 فضيات و5 برونزيات.
واللعبة الثانية هي المصارعة التي حققت 7 ميداليات بنسبة 22% منها ميداليتان ذهبيتان و3 فضيات وبرونزيتان.
ثم الملاكمة ثالث اللعبات برصيد 4 ميداليات فضية و3 برونزيات ثم الجودو ميداليتين فضية وبرونزية والتايكوندو الحاصل علي برونزيتين وأخيرا السلاح ورصيده فضية واحدة. أما اللعبة السابعة التي من الصعب أن تحقق فيها انجازات مرة أخري فهي الغطس الذي حقق ميداليتين فضية وبرونزية عن طريق لاعب واحد هو فريد سميكة الذي حقق في دورة امستردام 1928 فضية الغطس من السلم الثابت 10م وبرونزية السلم المتحرك 3 أمتار وقت أن كانت تلك المسابقات لا تضم أكثر من 10 رياضيين.
وطبقا للمقاييس والمعايير الوراثية والجينية للمصريين من الصعب جدا ان تحقق مصر ميدالية لاحقا في الغطس الذي تحول الي رياضة تعتمد علي مواصفات وراثية خاصة في المرونة والقدرة علي اكتساب مهارتها بعد أن تفوقت فيها دول آسيا وبخاصة الصين.
أما اللعبات الستة الأخري.. الأثقال والمصارعة والملاكمة والجودو والتايكوندو والسلاح فهي اللعبات التي أثبتت الدراسات العلمية انها تناسب الرياضي المصري ومن الممكن أن يحقق فيها الانجازات شريطة أن يتم اختيار البطل الأوليمبي من قاعدة عريضة من الرياضيين يتم انتقاؤهم بشكل علمي يستند الي مقاييس ومعايير عضلية وعصبية طويل المدي للبطل الأوليمبي الذي يحب ألا يقل بأي حال عن 8 سنوات.
وقد جرت العادة بعد كل دورة أولمبية أن نعقد الجلسات وتنطلق الكلمات حول التقييم الأوليمبي وسط غضب من الشارع حول الاخفاق ومحاولات مضنية من المسئولين للبحث عن المبررات وتجميل الصورة في الوقت الذي لم يبحث فيه أحد عن دور العلم في اختيار الأبطال والرياضات التي تناسبهم. ففي الماضي مثلا كان مدربو رفع الأثقال يبحثون عن الرياضيين أمام عربات الفول في شوارع وأزقة مصر بحيث يكون اختيارهم دائما لمن يمتلكون عضلات مفتولة وبنياناً جسدياً قوياً بشكل فطري وكان هؤلاء بنجبون أبطالا بتدريبات قليلة بحكم أن هؤلاء يمتلكون تفوقا فطريا وهي أمور لم يعد لها وجود في الرياضة الحديثة لأن الاختيارات العلمية قد تنجب أبطالا من أشخاص لا يمتلكون نفس المواصفات الجسدية الظاهرية.
القصة طويلة وتحتاج الي الكثير من البحث والدراسة ولكن أعدكم أنه لن يجف قلمي هذه المرة دون ابراز كل هذه الحقائق التي قد تجد من يهتم بها أو يناقشها من المسئولين.