مصطفى هدهود
الحل الاجتماعي والاقتصادي لتذكرة مترو الأنفاق
بدأت مصر تنفيذ مشروع مترو الأنفاق لمدينة القاهرة خلال ثمانينات القرن الماضي متبدئاً بربط خط المرج الزيتون بخط باب اللوق حلوان السطحين بخط تحت الأرض من محطة سكة حديد مصر حتي باب اللوق والذي يسمي بالخط الأول ثم تنفيذ الخط الثاني الذي يربط شبرا الخيمة بالمنيب مروراً بميادين رمسيس والعتبة والتحرير ومع بداية القرن الحالي تم تنفيذ الخط الثالث من ميدان العتبة حتي مصر الجديدة والذي يتم حالياً تنفيذ امتدادين لهذا الخط في اتجاه المطار مروراً بمصر الجديدة وعين شمس ومدينة السلام وفي االتجاه الآخر حتي المنيب وتم الإعداد لتنفيذ الخطط الرابع من حدائق الأهرام والسادس من أكتوبر حتي الملك الصالح مروراً بالمتحف الجديد وشارع الهرم.
تم تنفيذ هذه المشروعات العملاقة بتمويل من الحكومة المصرية ونسبة كبيرة بقروض من الجانب الفرنسي والأوروبي والياباني والتي سيتم البدء في سدادها خلال السنوات الحالية.
ويستخدم الخطوط الثلاثة حالياً ما لا يقل عن 5.3 مليون مواطن ومواطنة مصرية وتعاني الهيئة القومية للأنفاق في الوقت الحالي ومنذ سنوات من العجز الواضح في الإيرادات اليومية بالمقارنة بالمصروفات خاصة أنه يتم حالياً تنفيذ العديد من أعمال الصيانة للمحطات والسلالم الكهربائية المتحركة بالإضافة إلي الزيادة المستمرة في أسعار الطاقة الكهربائية وكذا الاتجاه نحو تطوير مركبات الخطين الأول والثاني من خلال استخدام مركبات مكيفة ومتطورة.
ولذلك أري إمكانية تنفيذ برنامج تعديل قيمة تذكرة المترو بحيث تستمر كما هي لمستخدمي الخطين الأول والثاني مع إعادة استخدام تذكرة أخري عند التحرك من خط إلي خط آخر ونظراً لارتقاع المستوي الجمالي والمعماري والإنشائي ولحداثة الخط الثالث من القبة حتي مصر الجديدة ونظراً لاستخدام مركبات وقطارات متطورة ومكيفة منذ تشييد هذا الخط الثالث ونظراً لاستمرار العمل في "امتداد الخط الأول حتي مطار القاهرة ونظراً لارتقاع المستوي المادي نسبياً لمستخدمي هذا الخط بالمقارنة بالخطين الأول والثاني فإننا نري زيادة قيمة تذكرة مترو الأنفاق للخط الثالث فقط إلي 2 جنيه مع الاحتفاظ بقيمة تذكرة المترو للخطين الأول والثاني كما هو مما يحقق مردوداً إيجابياً لدي مستخدمي هذين الخطين والذي يقدر بحوالي 80% من إجمالي مستخدمي مترو الأنفاق. ولذلك لو فرضنا استخدام خطوط مترو الأنفاق بحوالي 5.3 مليون فرد والخطين الأول والثاني بحوالي 8.2 مليون فرد والخط الثالث بحوالي 70 ألف فرد يومياً.. فإن هذا الحل هو الأمثل من الناحية الاجتماعية والاقتصادية بدلاً من زيادة قيمة التذكرة لكل الخطوط الثلاثة وسيؤدي ذلك إلي تحقيق زيادة في العائد المالي المحقق يومياً بحوالي واحد مليون جنيه. علي أن يتم النظر في الزيادة لتذاكر الخطين الأول والثاني إلي العام القادم 2017/ 2018 علي ضوء الوضع الاقتصادي في حينه ومطالب مشروع مترو الأنفاق ويجب أن يعرف كل مواطن مصري أن قيمة التذكرة الفعلية لخطوط المترو والاحتياج للصيانة المستمرة وسداد مرتبات العاملين وتأمين مستخدمي الخطوط الثلاثة وتحويل عربات الخطين الأول إلي عربات مكيفة ومتطورة وسداد مستحقات وزارة الكهرباء من الطاقة المستخدمة لتحرك القطارات والسلالم المتحركة التي تعمل ليلاً ونهاراً.
لا تقل تكاليف التذكرة عن خمسة جنيهات علي الأقل.