المصرى اليوم
نيوتن
أعتقد أنه كان مختلفاً
عزيزى نيوتن
تحت عنوان التشوه أنواع كتبت سيادتكم عن نوعين من البشر، الأول يعانى من تشوه خلقى (خلقة ربنا)، مثل الكفيف والأصم والأبكم والمشلول!

والثانى يعانى من تشوه خُلقى يصنعه صاحبه بنفسه، حيث يكون مصدر أذى للناس، يتطاول ويسب ويشتم ويلعن ويخوّن ويسرق ويرتشى ولا يسلم أحد من أذاه، صغيراً كان أم كبيراً!

ونحن فى مصر يا سيدى ننقسم إلى نوعين وإلى ثلاث طبقات.. الناس فى الأولى لا يجدون ما يأكلون، والثانية يجدون ما يأكلون ولكن لا يشبعون، والثالثة يجدون ما لا ينفقون!

وليس هناك أحد يبتسم من أفراد هذه الطبقات كلها، الفقير يريد أن يملأ بطنه، والغنى يريد أن يملأ جيبه، والكل فى لهاث دائم مشوه لا ينقطع!

وبمناسبة الابتسام، فقد قال لى ابنى، وهو يعمل بكندا، إن الناس جميعاً هناك يبتسمون صباحاً ومساءً وهم يتعاطون السلام!

ويخيل لى أن أهم معالم جنة الخلد هى أن يبتسم البشر دائماً!

نحن نعشق الحزن والشكوى ولا نضحك إلا إذا كانت النكتة جنسية أو سياسية، ونحفظ الكتب ولا نتعلم شيئاً، ومثلنا الأعلى هو الشهيد وليس المخترع مثل ألمانيا، ولا المجتهد مثل اليابان، ولا المقاتل مثل إسرائيل، وبصراحة فإننى أكتب إليك وأنا حزين للغاية لما آل إليه وزير التموين ظالماً أو مظلوماً، فقد كنت أشعر بأنه وزير مختلف يعمل خارج الصندوق، وكنت أعول عليه كثيراً، وأستشهد بنجاح منظومة الخبز بعد مهانة وإذلال الطوابير عقوداً طويلة، ومن عجب أننى كنت أتصور أن هذا الوزير بالذات بتفكيره المختلف سوف يصل إلى مركز أعلى، ولكن ماذا نفعل فهذا هو نصيب مصر وحظها.

محمد السيد رجب

مدير عام سابق بالإسكندرية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف