الأهرام
محمد مصطفى حافظ
لبن الأطفال.. اللي معهوش ميلزموش
لخبط لخبيط .. لسان حال حكومة فاقدة الرؤية تتفنن في صنع الأزمات الواحدة تلو الأخري لا تعمل إلا بمبدأ " اللي معهوش ميلزموش" ، فلا يكاد المواطن البسيط يفيق من صدمة من صدمات متلاحقة لارتفاع الأسعار بين لحظة وأخري حتي تصيبه أخري ، فمن صدمة إرتفاع أسعار اللحمة ثم الأرز فالسكر لكل الخضروات والفاكهة ثم الخدمات وحروب فواتير الكهرباء المياه ومخالفات المرور والدروس الخصوصية وأنابيب البوتاجاز وجاي الدور المترو ، ليدخل هذا المواطن دوامة جديدة من دوامات الأسعار لتغرقه بلا إنقاذ من جشع تاجر ومحتكر مستورد وحكومة بلا رادع تهدم الستر بلا هوادة ، فيجد نفسه مجبرا كالعادة فلا يملك خيارات لمنع سلعة ووقف فوضي الأسواق إلا تذوق المرار وسماع" اللي معهوش ميلزموش" .
ورغم عجز الحكومة أمام إي إرتفاع لأسعار سلع أو ندرتها بالأسواق حتي لو كانت سلع إستراتيجية مثل الأرز والسكر ولا تتحرك إلا بعد أن تزداد حدة مشاكلها وينفض الإعلام ، لكن أن يصل هذا العجز لألبان الأطفال المدعمة بعد إستعجال وزارة الصحة لتطبيق منظومة ميكنة الصرف وقصره علي مراكز الأمومة والطفولة بلا استعداد كالعادة الحكومية ، وتتفاقم بعد حظر بيع اللبن في الصيدليات والتي كانت تقدر ٦٠ ألف منفذ "صيدلية عامة " التي بالمرة كانت تستغل بيعه حتي وصلت العلبة الي ١٠٠ من ثمنها ٦٠ جنيها ، فكانت النتيجة نقصان شديد في المعروض بعد قرار الوزير بتقليل عدد الألبان المدعمة في مناقصة هذا العام من ٢١ مليون عبوة العام الماضي الي ١٨ مليون عبوة ورفض وضع حد أقصي للألبان المدعمة مثل السعودية مثلاً ، والذي أدي إلي تجمهر العديد من الأهالي احتجاجا علي تعذر حصولهم علي اللبن المدعم إعتراضا علي لا سياسة لوزارة الصحة الغامضة التي وجهت أمهات الأطفال بقرار رفض الشركة المصرية لتجارة الأدوية ومنافذها صرف لبن الأطفال من أي منفذ من منافذها وتركتهم يعانون أمام المنافذ فحين تم الكشف بيع هذه الشركة اللبن المدعم لمحال الحلويات .

والمثير التحليلات بين أن سبب الأزمة إرتفاع أسعار الدولار وقلة توريد الكميات إلي المنافذ الحكومية وتغيير منظومة البيع إلي الوحدات الصحية عبر كروت ذكية خاصة بكل مواطن بحجة ضمان وصول الدعم لمستحقيه عبر منح الدعم لحامل الكارت فقط بعد تسرب الدعم الحكومي للسوق السوداء لكن ضمن القرار توافر الألبان بعد نقل بيعها من منافذ الشركة إلي الوحدات الصحية، أو لأنه لا يوجد مصنع واحد لإنتاج لبن الأطفال في مصر بل نعتمد علي الاستيراد بنسبة ١٠٠٪‏ مما يستوجب البدء في إنشاء مصانع لإنتاج الألبان وكل السلع الإستراتيجية قبل وقوع الفأس في الرأس كل مرة ، لكن المثير أكثر للغثيان رورد وزارة الصحة علي الأزمة أنها مرة لا أزمة والألبان متوافرة بكثرة إلي أنها أزمة مفتعلة من أصحاب المصالح والسيدات الوسيطات لتهريب اللبن للسوق السوداء ، ثم الأدهي مطالبة المتحدث الرسمي للوزارة الأمهات بتنفيذ نصائح منظمة الصحة العالمية لتقليل وفيات الأطفال وتشجيع الرضاعة الطبيعية للطفل ولحماية الأم من الأورام وتزيد مناعة الطفل وتحميه من الإسهال ، ولا عزاء لصراخ الأطفال الجوعي والآباء والأمهات الحياري.

يا جماعة يجب الاعتراف مرة إن إرتباك الحكومة للتدخل السريع كالعادة في الأزمات المتلاحقة ، وعجز وزارة الصحة عن تسيير منظومة الكروت الذكية المفتكسة تقتل الأطفال وجعلت الأمهات تقطع الطرق جزعا ، وشكر واجب وتحية تقدير للجيش الذي لم يقف مكتوفي الأيدي أمام عجز كل مؤسسات الدولة عن تدبير علبة ألبان لطفل .. ولكن إلي متي تظل المؤسسات تنخر بها سوس الفساد والإفساد والإهمال وعدم ردع لجشعين تتكالب علي الشعب ونهب خيراته تسرق عيني عينك وسلع إستراتيجية في أيدي احتكارات بلا مواجهة يعيثون في الأرض خرابا ، ولازالت الحكومة تنكر أزمات وتعلن عن توافر السلع بالأسعار المقررة وتلبية احتياجات المواطنين في مانشيتات الصحف والفضائيات.m.16363@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف