الأخبار
محمد السيد عيد
الإخوان يعودون هتافات صدرت بها تعليمات مركزية
تعودنا لفترة طويلة بعد 30 يونيو أن يقوم الإخوان عقب كل صلاة جمعة بمظاهرة. لكننا في الفترة الأخيرة استرحنا من هذه المظاهرات. والحق أقول إنني ظننت أن الإخوان اكتفوا باستبدال التظاهر بحرب الشائعات والحرب الاقتصادية. لكني فوجئت يوم الجمعة الماضي بعودة المظاهرات، فما إن انتهت الصلاة حتي سمعنا أصواتهم تعلو بالهتاف. وقفت أشاهد مايحدث. كان العدد يتراوح بين العشرين والثلاثين، وكانت الهتافات تدور حول ثلاثة موضوعات بالتحديد. الأول : هو التنديد برفع الأسعار، وهو موضوع جديد، وأغلب ظني أنه هو السبب الرئيسي في مظاهراتهم، في محاولة لاستقطاب الجماهير، باعتبار أن ارتفاع الأسعار يمثل الآن شكوي عامة في المجتمع المصري. الثاني : الهتاف بسقوط حكم العسكر، وهو هتاف قديم يمثل استراتيجية ثابتة لديهم، لأنهم يعلمون أن الجيش هو القوة المنظمة الوحيدة التي يمكنها أن تتصدي لهم، وأنهم لن يصلوا إلي الحكم طالما كان الجيش مسيطراً علي زمام البلد. أما الهتاف الثالث فكان نصه » احنا اكتوبر ودي كلمتنا حكم السيسي علي جثتنا »‬، ومعني هذا أنهم يتحدثون باسم سكان اكتوبر، ولا أدري من فوضهم للحديث باسم سكان المدينة، لكن ليس هذا هو المهم، المهم هو قولهم »‬ علي جثتنا »‬، لأن هذا معناه التهديد بالعنف، والاستعداد للموت في سبيل عدم بقاء السيسي. وقد يري البعض أن هذا كلام مرسل، لكني لاأميل لهذا، لأن التهديدات التي أطلقها الموجودون في رابعة واعتبرها البعض فض مجالس حققها الإخوان حرفياً. فرأينا علي أيديهم السيارات المفخخة، والتفجير عن بعد، وغير ذلك.
في مساء اليوم نفسه قابلت أحد أقاربي فقال لي إن الإخوان اليوم قاموا بمظاهرة عقب صلاة الجمعة في الهرم. سألته عن الهتافات فقال لي نفس الهتافات التي رددها متظاهرو أكتوبر. حينئذ تبينت أن المسألة ليست تحركاً فردياً من إخوان أكتوبر، بل هي مظاهرات منظمة، وهذه الهتافات صدرت بها تعليمات مركزية. وهذا يعني ثلاثة أشياء ؛ أولها : أن التنظيم موجود رغم كل الضربات التي وُجهت إليه. وثانيها : أن خطوط الاتصال بين أعضاء التنظيم وقياداته لاتزال قائمة، وقادرة علي الحشد والتحريك، وإن كانت هذه القدرة قد تراجعت تحت ضربات الشرطة لحد بعيد. أما الأمر الثالث فهو الأهم والأخطر. وهو أن الإخوان الذين اكتفوا خلال الفترة الماضية بحرب الشائعات والحرب الاقتصادية يفكرون في العودة للتظاهر لإثارة الناس مستغلين موضوع رفع الأسعار.
والحقيقة أني لاأشعر بالقلق من هذه المظاهرات، بل أري أنها أضعف حلقة في نشاط الإخوان. والأخطر منها هو حرب الشائعات والحرب الاقتصادية. سأقف وقفة سريعة عند حرب الشائعات التي شهدناها خلال الفترة القريبة الماضية، لأنها تهدف لزعزعة الثقة بين الشعب وقيادته. لقد أشاعوا مثلاً أن مصر تنازلت عن جزيرة تشيوس لليونان، واتضح أن هذا كذب، والغريب أن المعارضة غير الإخوانية، تلقفت هذا الكلام ورددته. وأشاعوا أنه سيتم رفع تذكرة المترو إلي خمسة جنيهات، وكان كلامهم كذباً صريحاً وملأوا الدنيا صياحاً بأن المصلين سيدفعون ثمن الكهرباء، ونسوا أن المساجد جميعاً تعتمد علي التبرعات بالدرجة الأولي في كل شئ، في فرشها بالسجاد،و تزيينها بالنجف، وإقامة المظلات، وتمويل الأنشطة الخيرية، وأن ثمن الكهرباء إذا قيس بكل هذه النفقات لايساوي شيئاً. ولعل أحدث الشائعات أن الجيش لديه في المخازن ثلاثون مليون علبة لبن أطفال يريد بيعها، وأنه صنع الأزمة ليتمكن من تصريف بضاعته، وقد تبين أيضاً أن هذا كله كذب، وأن الجيش يقوم بدور المنقذ في مواجهة جشع التجار. وخلاصة القول : إن الإخوان الذين تحولوا لأعداء لوطنهم، نوعوا من أساليب حربهم ضد مصر حتي تركع وحينئذ يمكنهم أن يعودوا. لكني أؤكد أن مصر لن تركع وأنهم لن يعودوا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف