الجمهورية
نادر مصطفى
عباس يساوم
يبدو أن بعض أهل السياسة من كثرة استخدامهم للكلمات الملتوية فقدوا القدرة علي ضبط عباراتهم.. أتحدث عن التصريحات الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.. الرجل طالب من أطلق عليهم "العواصم" بالبعد عن الشأن الفلسطيني.. وسمي بعض هذه العواصم بمنتهي الجرأة قائلاً أمريكا وروسيا.
حيرني الرجل لدرجة غريبة.. فهو يطلب من عواصم بصيغة الجمع ويدلل علي ذلك بمثني.. وكأن الرجل يخفي شيئاً أو يذكر دولاً ويقصد أخري.. لكن الأكيد لدي أن هناك ثمة مراوغة ربما اكتسبها الرجل بعد طول فترات التفاوض مع أهل السياسة الإسرائيليين.
أدعوكم لمشاهدة الاسلوب والطريقة التي قال بها الرئيس محمود عباس عبارة: "لنتكلم فلسطينيين. كفي الامتدادات من هنا وهناك.. والذي له خيوط من هنا أو هناك عليه أن يقطعها.. نحن أصحاب القرار ونحن من نخطط وننفذ وليس لأحد سلطان علينا".
هذا الكلام جميل.. لكن الأمر لا يحتاج أن تكون فلسطينياً ولا حتي متابعاً للشأن ذاته لتدرك أن هذا الكلام ينطوي علي مراوغة سياسة.
تذكرت وأنا أسمع كلام عباس واقعة قامت خلالها القوات الإسرائيلية باقتحام مقر جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية واعتقال 8 نشطاء فلسطينيين من داخله.. وفي مكالمة مسربة لقائد الأمن الوقائي جبريل الرجوب ألقي بالمسئولية في اعتقال النشطاء علي قادة فتح ومسئولي السلطة الفلسطينية.
لمن يبعث عباس بهذه الرسائل المشوشة؟ إن كان يرسلها الي بعض الدول العربية الصديقة التي تسعي ليل نهار لوحدة الصف الفلسطيني فهو بالتأكيد يبعث بالرسالة الخطأ للشخص الخطأ كما أن الدول التي ساندت القضية الفلسطينية ودفعت من أجلها الغالي والرخيص لا يمكن أن تخاطب بطريقة غير لائقة.. وربما أراد عباس الحديث الي تل أبيب التي كانت أول المرحبين به علي رأس السلطة. بالطبع بعد الولايات المتحدة الأمريكية.. غير أن المتابع لأحاديث الرئيس الفلسطيني مع محطات التليفزيون الإسرائيلية يدرك أن الرئيس متعاون الي حد بعيد مع إسرائيل ولا يمانع علي حد قوله وبنص الكلمة من التبادل النشط لأي معلومات لدي إسرائيل فيها أدني شك وفي حالة لا قدر الله أي تقصير فهو يرحب بالتنفيذ الإسرائيلي المباشر علي الأراضي الفلسطينية.
لا أفهم في وجه من يصرخ عباس اليوم.. هل يرفض وحدة الصف الفلسطيني أم يخشي الاصلاح الديمقراطي بعد أن أصبحت الحاجة ملحة لضبط الايقاع "فلسطينياً كما قالها عباس بملء فاه لكن بعيداً عن المساوامات والمراوغات السياسية الضيقة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف