احمد الشامى
"حرب التنمية" من الداخل إلي الخارج
يخوض الرئيس عبدالفتاح السيسي. "حرب التنمية" في الداخل والخارج. لا يعرف أساليب الأعذار والمبررات. وقف في مقدمة الصفوف مع شعبه وواجه الإرهاب بقلب مفتوح حتي أوشكنا علي دحره. وسرعان ما وضع يديه علي الجروح الاقتصادية التي لم تندمل منذ عشرات السنين بسبب العلاج بالمسكنات. ولم يكن مثل هؤلاء الذين سبقوه ويحترفون القاء اللائمة علي الآخرين. بل خاض معركة تثبيت أركان الدولة رغم ضراوتها ومرارتها. وهو الآن يسعي لتحقيق طموحات الوطن. وجاءت زيارته إلي الهند والصين لنقل التكنولوجيا الحديثة إلي مصر في المجالات كافة. وعلي رأسها تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة وصناعة البرمجيات التي حققت فيها نيودلهي تقدماً مذهلاً خلال السنوات الماضية. فضلاً عن المشاركة في قمة مجموعة العشرين في بكين.
والعلاقات المصرية الهندية تاريخية ترجع إلي أوائل القرن العشرين وتوطدت بعد قيام ثورة يوليو 1952. إذ نشأت صداقة قوية بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ورئيس وزراء الهند الأسبق جواهر لال نهرو. وظل التعاون بين البلدين مستمراً طوال هذه السنوات. ولذا يسعي الرئيس إلي زيادة التبادل التجاري بين البلدين الذي وصل إلي نحو 4 مليارات دولار سنوياً. وتعزيز الاستثمارات الهندية في مصر خصوصاً في محور قناة السويس. كما حرص الرئيس خلال مشاركته في قمة العشرين إلي عقد لقاءات مع العديد من القادة والزعماء. لحثهم علي الاستثمار في مصر. وهذا ما يؤكد ان الرئيس يمتلك الشجاعة والعزيمة التي تمكنه من قبول المهمة الصعبة لخوض معركة التنمية من الداخل إلي الخارج لأنه يعلم ان الوطن أمانة في عنقه. وهو رب الأسرة المصرية الكبيرة الذي يحارب من أجل أن يعبر بها إلي بر الأمان.
ونعلم جميعاً اننا نواجه مشكلة تضخم سكاني بسبب ارتفاع معدل نمو المواليد الذي يربو علي 2%. ولذا يتعين أن تصل معدلات النمو إلي 6%. وهذا يستلزم جهداً كبيراً من جميع المواطنين الذين يتعين أن يكونوا بجوار رئيسهم في هذه الحرب. خصوصاً ان المشكلات التي تعاني منها غالبية المؤسسات نتيجة تراكمات منذ عهود سابقة. لكن علينا أن نكون أسرع لتحقيق برنامج الإصلاج الاقتصادي الذي يبدأ بإعادة بناء الصحة والتعليم والعلاج والبنية الأساسية. مع المضي في تنفيذ المشروعات القومية التي نقلت مصر إلي مصاف الدول العصرية رغم محاولات "أهل الشر" الاساءة لمصر وشعبها وقيادتها في محاولة لعرقلة مسيرة التقدم التي انطلقت ولن تتوقف مهما خطط الإرهابيون والكارهون. لأن حضارة الدول تقاس بقدر ما تمتلك من تكنولوجيا.
وأقول لكم: ان مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة العشرين يضع مصر في بؤرة الاستثمارات العالمية. إذ ان اختيار الصين لمصر لتكون ضيف الشرف لم يكن من قبيل المصادفة. بل يؤكد ان بلدنا تسير علي الطريق الصحيح اقتصادياً . خصوصاً بعد القوانين التي أصدرها البرلمان أخيراً مثل الخدمة المدنية والقيمة المضافة والتي تعطي إشارات واضحة للعالم علي بدء الحكومة إصلاحات حتمية تأخرت كثيراً. وكذلك فتح الأبواب أمام رءوس الأموال الأجنبية الجادة التي تسعي للدخول للسوق المصرية. لتوفير فرص عمل للشباب فضلاً عن إيجاد حلول عملية لعجز الموازنة وتوفير الدولار اللازم لشراء مستلزمات الانتاج. فالوطنية توجب علينا أن نحب وطننا وأن نبذل كل ما في وسعنا لنستفيد من الشدائد ونأخذ منها دروساً مهمة في الحياة لتحقيق طموحاتنا.