الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
هل هذا ممكن؟!.. يا ريت
ـ ما هو أهم.. الرغيف أم الدواء؟!
ــ لا غني عن الاثنين معاً.. الرغيف للأصحاء والأطفال.. والدواء للمرضي والكبار.. وهذه هي مهمة أي حكومة.. لا غني عن الرغيف. ولا غني عن الدواء.. ومع ذلك. فالرغيف يعاني من فساد توريد القمح. والعودة إلي الاستيراد.. والاستيراد يحتاج للدولار.. والدولار ارتفع ثمنه وشح وجوده.. والدواء اختفي معظمه.. وغلا ثمنه.
ــ لماذا كل هذه المعاناة للشعب كله؟!
ــ لأننا نسير علي نمط وزارات ما قبل أهم وأخطر ثورتين.. نفس الروتين دون أي تغيير.. حتي الأفكار التقدمية التي ظهرت قبل الثورتين. ولم ينفذ منها أي شيء. بل تمت محاربتها لحساب قوي خارجية.. هذه الأفكار لم تتعهدها أي وزارة جاءت بعد الثورتين.. ربما كانت الوزارات التي جاءت قبل الثورة الثانية 30 يونيه معذورة.. فقد كانت ظروف البلد لا تسمح بالاستقرار والشروع في المشروعات الضخمة.. ولكن ما حجة أي وزارة جاءت بعد الدستور وثورة يونيه.. الرئاسة لها مشروعاتها الضخمة. طويلة الأمد مثل القناة الجديدة والطرق الجديدة الطويلة. واستصلاح ملايين الأفدنة وأنفاق تحت القناة لربط سيناء بالبلد.. بعد طول البعد وطول الطريق.. ويا ريت "ترعة السلام" مشروع كمال الجنزوري يكمل عودة سيناء إلي أهلها!!!.... ثم العاصمة الإدارية حلم نصف قرن مضي!!
* * *
ولكن هناك مشروعات أيام السادات كانت في آخر أيامه.. تم اغتياله ليلة توقيعها مثل الصالحية والاكتفاء بالقمح المحلي بعيداً عن الاستيراد مشروع حسين عثمان.. ومشروع الدكتور محمود محفوظ للتأمين الصحي الشامل.. هذه مهمة وزارات ما بعد الثورتين.. ولكنها كلها وزارات روتينية.. حاول أن تقرأ قرارات أي اجتماع لمجلس وزراء يضم كذا وثلاثين وزيراً!!.. كلها قرارات لمواجهة أمور سريعة. ومعالجة أخطاء وقعت قبل الاجتماع.. وزارات تنظر تحت قدمها. ويا ريت تراها وتعالجها أولاً بأول!!
* * *
كان هناك مشروع لزرع كل أرض النوبة المملوءة بمياه الفيضانات.. مجرد مراعي.. مجرد حشيش لتربية آلاف. بلا ملايين الماشية.. كم سينخفض سعر اللحوم؟!!.. اقترح ذلك أحد محافظي أسوان زمان. فتم خلعه فوراً.. القرارات في مصر في فترة ما قبل الثورتين. لم تكن قرارات مصرية.. بل قرارات خارجية. تدير الدولة في الخفاء!!.. لنظل كما نحن!!
* * *
مشروع طه حسين.. الطفل الذي يبلغ خمس سنوات ولم يلتحق بمدرسة إلزامية ليتعلم القراءة. والكتابة ويحفظ جزء عمَّ أو جزءاً منه.. ولي أمر الطفل يعاقب بالحبس أو بالغرامة الكبيرة!!!.. بدلاً من فضيحة التعليم الآن.. خريج الجامعة لا يستطيع أن يكتب جملتين مفيدتين. فضلاً عن خط لا يمكن قراءته. ويقولون بطالة.. شيء طبيعي!!!
لا أدري لماذا تم إلغاء مشروع القانون.. هل لأن طه حسين وزير المعارف العمومية في وزارة الوفد 1950. هو صاحب المشروع؟!!... ما هذا الغباء؟!!.. واعتمد علي كل الأفكار التقدمية لرجال كبار.. كانت نفس هذه المدارس الإلزامية سيتم فتحها مساءً لكبار السن من الآباء والأمهات لمحاربة محو أمية الكبار!!!.. علي العموم هناك مشروعات ناجحة في بعض المحافظات لمحو الأمية.. وهناك محافظات لم يعد فيها أمي واحد!!!... برافو.. وكلها جهود محلية في المحافظة. بعيداً عن الوزارة المركزية!!
* * *
باختصار.. الناس تريد أن تشعر بتغيير جذري علي يد وزارة عددها قليل جداً.. وخيرها كثير جداً جداً.. هل هذا ممكن؟!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف