شريف قنديل
طفلة تسأل مكتب تنسيق جروزني: هو احنا ايه؟
لم أكن اود العودة للحديث او التعليق عما جرى في مؤتمر " العلماء" في الشيشان لولا ان فتاة ألمانية من أصل مصري كانت في طريقها للحج مع والديها باغتتني لتسأل: هوه احنا أيه؟! كانت الفتاة قد شاهدت ليلا الاعلامي الجهبذ الذي راح يمتدح ما جرى وماكان في مؤتمر تصنيف وفرز اهل السنة والجماعة عما سواهم من المسلمين! والحاصل ان مؤتمر جروزني تحول الي مايشبه مكتب تنسيق الجماعات بل الشعوب المسلمة على طريقة مكتب تنسيق الجامعات! بل ان شيخا صغيرا او قصيرا كان يمسك بورقة اشبه بجدول يحدد فيه مسار هذه المجموعة او الجماعة او الفئة التي تمثل شعبا بأكمله من الدخول او اللحاق باهل السنة والجماعة من عدمه! وكان شيخا اخر يحاول استدراك الموقف متوسطا لتلك الفئة ومؤكدا انها تصلح للدخول وان مجموعها يؤهلها للمرحلة الثانية او الثالثة على الاقل! شيئا فشيئا ازدادت جرأة امين مكتب التنسيق فراح يشيح بتلك الورقة ويرمي بتلك حيث ان المقاييس التي وضعها لا تنطبق على هذه ولا على تلك! وتلك كانت ومازالت الكارثة بعينها.. كارثة تصنيف بل وتجريح الشعوب على هذا النحو المؤسف! لقد كان من اللافت ان المجاميع لعبت دورا وان الوساطات لعبت دورا مماثلا؛ ولانه لعب بالالفاظ وبالاوصاف وبالتفاسير فقد مضى المؤتمر على هذا النحو المرير والخطير. اما مصدر المرارة فهو حجم الخسارة التي ستجنيها الامة واجيالها القادمة من هذا التنسيق العجيب الوارد بعد اكثر من 14 قرنا من الهجرة النبوية. واما مصدر الخطر فهو الاستقطاب الذميم لهذا المحور علي حساب ذاك في الوقت الذي يتهدد فيه الخطر جميع الدول الاسلامية. لقد بات من المؤكد ان مكتب التنسيق في جروزني او قل مؤتمر التنسيق سيلحق به بالتاكيد مكتب او مؤتمر آخر للتوظيف، فطالما قسمت الناس ووزعتهم على هذا النحو ستسعى بالتأكيد لتوظيفهم او تشغيلهم لحساب منظومة معينة! من سوء التقدير ولا اقول الادب ان مؤتمر جروزني الذي حج اليه هؤلاء جاء قبيل الوقوف بعرفة.. ومن لطف الله ان الوقفة ستأتي بالرد القاطع والساطع والجميل على الطفلة المسلمة التي كانت تسأل: هو احنا مين؟ نحن يا ابنتي هذه الشعوب والقبائل التي جاءت للتعارف وتتأكد ان اكرمها عند الله اتقاها. نحن هذه الامة التي جاءت من كل فج عميق في مشهد سيظل الاجمل والانقي والانبل مهما كانت نتائج مكاتب التنسيق في جروزني وغيرها ومهما كانت مآرب المنظمين والداعمين، ومهما كانت مقاصد وغايات المتحدثين والمفتين. والله من وراء القصد.