المساء
هالة فهمى
إذا الشعب....
بالطبع كلما دخلنا لمؤسسة من مؤسسات الدولة.. يصيبنا الهلع من كم الإهمال الذي نقابله.. هذا الخمول الذي يؤدي به موظف الدولة عمله.. يختلف تماماً مع زميله الذي في إحدي مؤسسات القطاع الخاص.. والسبب بالتأكيد ليس المرتب وحده.. فبعض القطاعات الخاصة.. لا تهب موظفيها بهذا السخاء الذي يصنع الفرق ولكنها الإدارة.. ففي القطاع الخاص هناك قوانين تطبق وهناك ثواب وعقاب وهناك طرد.. مما يجعل الموظف والعامل يحرصون علي أماكنهم ووظائفهم بشدة.
لماذا هذا الحديث المعلوم للجميع إذن؟!
لأنه المعني الحقيقي لبيت الشابي العظيم: إذ الشعب يوماً أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلي.. ولابد للقيد أن ينكسر.
البداية والنهاية إذن لدي الشعب وحده.. الشعب الذي لا يسعي للحياة ولا يرغب في التغيير وينتظر من يغيره!! بالعصا والحديد ثم يستغيث من القهر.. هذا السيناريو القديم جداً مازال مستمراً رغم كل المحاولات التي يقوم بها البعض للتغيير الحقيقي في بث روح العمل والجهاد في شعب خامل.. مثال صغير:
ذهبت لأحد البنوك الوطنية لتغيير عملة قدمت الباسبور والتذكرة وانتظرت ما يقرب من الساعة وعندما ضجرت من الانتظار سألت موظفة البنك التي ألقت اللوم علي ساعي البنك.. الذي ألقي اللوم علي موظف نائب رئيس البنك.. ووجدتني اتجه لمكتب النائب الذي وجدت باسبوري هو الوحيد الذي علي مكتبه وهو يجري معاملة تحتاج لساعات من المراجعة بينما ورقي يحتاج توقيعه فقط!!
نظرت إليه وأشرت لبسبوري فقال حاضر.. وقع في ثانية وحمله سكرتيره واتجه معي للموظفة وأخذت الثروة التي لا تزيد علي 400 يورو ولسان حالهم يقول لك "سكتم.. بكتم" فنحن نحافظ علي العملة ونشجع السوق السوداء.. لأن الأربعمائة يورو يكفون في أوروبا معيشة لعشرة أيام وغير مسموح لك بأكثر من هذا!!
خرجت من البنك للصرافة وجميعكم يعرف الباقي.. سيناريو يكشف لك كم الانهيار في طبقة متعلمة مثقفة تتواني في عملها.. وقرارات غير مدروسة.. وجدتني طوال الطريق أردد إذا الشعب يوماً.. إذا الشعب يوماً.. إذا الشعب.. إذا!!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف