المساء
محمد جبريل
ملاعب كرة القدم.. وغياب الجمهور
علي الرغم من وعد الاتحاد السابق لكرة القدم. نقلاً عن مسئولين. بأن مباريات كرة القدم في الموسم الذي يبدأ خلال أيام. لن تخلو من الجمهور. فإن الشواهد ـ حتي الآن ـ تفرض الأسئلة: لماذا لا تعود مباريات كرة القدم بالصورة التي اعتادتها الملاعب المصرية؟ إلي متي تقام المباريات في ملاعب ساكنة. بلا جمهور؟ ومتي نفطن إلي أن غياب الجمهور عن المباريات يؤدي إلي تأخرها. وهو ما انعكس في الهزائم الساحقة التي تعرضت لها الكرة المصرية في الفترة الأخيرة. سواء علي مستوي الأندية الكبيرة التي شاركت في البطولات الإقليمية والعالمية أو علي مستوي المنتخب الوطني؟
شاهدنا المباريات علي القنوات الفضائية ـ وتحسرنا. وزادت حسرتنا بترتيب المنتخب الوطني والفرق في قوائم الفيفا. والسبب ـ كما أجمع خبراء اللعبة ـ ذلك الحرص الغريب علي إيقاف المباريات ابتداء. ثم إقامتها دون جمهور. بل وإقامة بعض المباريات خارج المدينة التي ينتمي إليها الفريق.
كل الشواهد في هذا اللوغاريتم تشير إلي الأولتراس. هذا الوافد علي حياتنا الرياضية. لا أحد يعرف أصله ولا فصله. ولا الأيدي التي تحركه؟
أشرت ـ من قبل ـ إلي ظاهرة الأولتراس. وأن كل ما يأتي من الغرب لا يسر القلب بالضرورة. عرفت أمريكا اللاتينية وأوروبا الأولتراس. وأفادت منها في دعم الأندية مادياً ومعنوياً. لكنها تحولت في أنديتنا إلي فك مفترس يهدد استقرار الأندية. ويتسبب لها في غرامات هائلة. تعجز خزائنها الخاوية عن دفعها. دون سبب. اللهم إلا حب الظهور. وإطلاق الشماريخ. وترويع الآمنين. وإقامة المباريات في الملاعب التي تخلو مدرجاتها. وحرمان جمهور الرياضة الحقيقي من متابعة الألعاب التي يحبها. بل والتسبب في الشروط التي تطالعنا قبل مشاركتنا في أي مسابقة. وفي الجزاءات الضخمة التي تستنزف خزائن الأندية. التي تعاني ـ بتأثير التوقف ـ أنيميا حادة!
لماذا لا تستغني الأندية عن هذه الظاهرة السخيفة. والمدمرة. وتستعيد جمهورها الحقيقي. الذي يشجع بصدق. ويحرص علي سمعة ناديه وبلاده؟
زمان. صحبني عبدالرحمن الشرقاوي وكمال الجويلي إلي مباراة الزمالك وريال مدريد. عانيت توتراً دفعني إلي الاكتفاء بمشاهدة مباريات الكرة أمام الشاشة الصغيرة. بحيث لا أستطيع أن أنسب لنفسي تعصباً كروياً. أو ضيقاً من عدم الفرجة في الملاعب.. لكن المدرجات الخالية التي تطالعنا في التليفزيون. كأن اللاعبين يجرون تقسيمات أو مباريات ودية. تعكس خوفاً لا أعرف مبرراته. يمنع الجهات الأمنية من السماح بدخول الملاعب. حتي لأعداد قليلة. تتزايد بالتدريج.
يلح السؤال: كيف تتصدي الشرطة لمشكلات أمننا القومي. وهي عاجزة عن إزالة فوضي الطريق. وضبط النظام في مباريات الكرة؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف