مرسى عطا الله
لا تظلموا الصحافة القومية!
6 – ثم تبقى فى ختام هذه الإطلالة على الشأن الصحفى كلمة واجبة وضرورية مفادها: إن من الظلم للحقيقة ولأنفسنا أن نختصر المأزق الراهن لكى نعلقه فى رقبة الصحافة القومية وحدها رغم التسليم بأن الصحافة القومية تمر منذ سنوات طويلة بأزمة متشعبة أساسها هزال «مهني» ناجم عن «عشوائية» فرضت نفسها واستسلم الجميع لواقعها المؤسف بدءا من التغييب المتعمد للمواصفات والاشتراطات اللازم توافرها لمن يجب السماح لهم بممارسة المهنة ووصولا إلى سياسة «الإغراق» بإصدارات لا سوق لها ورغم ذلك وعن تجربة شخصية فإن مؤسسة الأهرام نجحت على مدى 4 سنوات فقط من 2005 إلى 2009 من أن تستعيد توازنها المالى وأن تسدد ديونا تجاوزت المليار جنيه للبنوك والموردين فضلا عن سداد ما يزيد على 98 مليون يورو وإغلاق ملف القرض الأوروبى نهائيا!
أريد أن أقول: إن الحديث عن أى خلل فى الصحافة القومية وهو بالفعل - قائم وموجود – لا يمكن التعامل معه كأمر منفصل وبعيد عن السياق العام لخلل شامل يسود بعض جوانب المجتمع.. وليست هناك صحافة قوية فى مجتمع ضعيف لأن الصحافة هى انعكاس لواقع أى مجتمع.. وعلى الذين يريدون استسهال الأمور وتعليق كل الخطايا فى رقبة الصحافة القومية وحدها أن يسترجعوا سجلا مشرفا للصحافة المصرية فى خدمة قضايا الوطن والأمة على طول التاريخ وفى مختلف المراحل.وأظن أننى باعتبارى ممن ينتسبون لهذه المهنة لأكثر من نصف قرن لدى الحق ولدى الشجاعة – أيضا – فى نقد الذات والاعتراف بحاجتنا فى الأسرة الصحفية إلى الحذر والتريث عند المراجعة والتصحيح لكثير من الأمور التى تفتح الباب باستمرار لكل من يريد أن يجعل من الصحافة القومية شماعة لتعليق كل الأخطاء والخطايا!
خير الكلام:
<< من يقبل الإهانة داخل بيته لن يجد الكرامة خارجه!