الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
عن الحملة الفرنسية
يتبني كثير من المثقفين الدفاع عن الحملة الفرنسية. شارحا كيف كان اثرها في الحضارة المصرية الحديثة. وكيف نقلت البلاد من ظلام دامس الي شروق واضح وأنها وضعت البلاد علي أول طريق للتقدم والرقي غير مدركين او ذاكرين ما كان لهذه الحملة من آثار سيئة سواء في النواحي الاجتماعية والاقتصادية ناسين او متناسين استيلاء الفرنسيين عند خروجهم من مصر سنة 1801 علي كثير من آثارها وأموالها وكتبها ونفائسهما هؤلاء لايذكرون الا الجانب الذي يرونه متمشيا مع انحيازهم نحو الاجانب واعرافهم وتقاليدهم قاصدين الحط من شأن المصريين وأوضاعهم في الفترة السابقة علي دخول نابليون مصر.
لاشك ان الاوضاع الاجتماعية والعلمية في مصر علي يد الحكام الشراكة ووجود الاف المماليك الذين لاينتهون من اذلال المصريين واحكام القبضة عليهم مستعينين ببعض المصريين الذين يعشقون الاقتراب من اصحاب السلطة ومالكي القرار ولو كان علي حساب ذويهم من المصريين بعلم به كل قارئ لتاريخ مصر الحديث وما بعد الهجوم العثماني ودخول الاتراك البلاد سنة 1517م ولاشك ايضا ان دخول المطبعة مع الحملة الفرنسية خطا بالمعارف والثقافة خطوات جبارة ومؤثرة في الحياة المصرية وان الفرنسيين هم من نظموا العناية بالصحة والنظافة وعدم دفن الموتي في احواش المنازل وخصصوا لذلك أماكن خارج القاهرة.. وحين يعم الوباء يتعين الابلاغ عن المرضي. وحرموا انتقال الناس من مكان الوباء الي مكان غير موبوء كما حرموا دخول المرضي الي القاهرة ولو كان فرسيا هم اول من أوجدوها الحجر الصحي وجعلوا مكانه في بولاق يأتي اليه كل داخل للقاهرة ليتم الكشف الطبي عليه حتي لايدخلها مريض ويبقي في الحجر كل مريض حتي يشفي.
سر المصريون بذلك ورأوه لاول مرة.. وان كان ذلك كله المقصد منه حماية الجنود الفرنسيين. حاربوا التسول وسير المصابين بالجنون عرايا بالشوارع وقيدوا المواليد الي آخر هذه القرارات التي استفاد منها الناس. وفي الاساس حمت نابليون وجنوده في مصر.
لا يستطيع احد ان ينكر ذلك وكثيرا غيره.. الا ان الجانب الظلم للاستعمار لايمكن اغفاله او التغاضي عنه حتي يترسخ في عقول الشباب والمثقفين ان دخول الاجانب البلاد واحتلالهم الوطن جريمة لاتغتفر ولايغض الطرف عن كونها عملاً اجرامياً يتحتم علي كل صاحب مروءة ومحب للوطن مقاومة الاحتلال والعمل علي انهائه مهما كان الخيز الذي يأتي به والاصلاح المرتقب منه اذ ان تواجد حكام جهلة وأغبياء سارقي دماء الشعوب لايمكن ان يكون مبررا للترحيب بدخول الظالمين الجهلاء للنهوض بالبلاد.
من مفاسدهم ما ذكره الجبرتي في كتابه عجائب الاثار في التراجم والاخبار ان الفرنسيين عند خروجهم من مصر سلبوا كثيرا من ذخائرها وثرواتها وتراثها الفكري والثقافي كما سلبوا أموال اهلها. او ما تبقي من أموالهم مما كان له أثر أي أثر في حياتهم الاجتماعية في مصر في القرن الثامن عشر.
انظر كتاب الاستاذ محمود الشرقاوي مصر في القرن الثامن عشر كما اوجدوا تفريقا عنصريا وطائفيا في البلاد فميزوا المغاربة في مصر عن أهلها وجندوا عدداً كبيراً منهم ومن شبابهم واجروا تدريبهم في فنون الحرب والقتال وعينوا عليهم قائدا لهم وانضموا الي جيش نابليون في محاربة المصريين الثوار علي الحملة وفعل نابليون ذلك مع بعض الاقباط في مصر بمساعدة المعلم يعقوب بغرض ذرع الفتنة بين الاقباط المسيحيين والاقباط المسلمون اذ اني اعتقد جازما ان المصريين جميعا مسيحيون ومسلمين هم اقباط مصر.. كما استخدم نابليون الاروام.
كان الهدف الاول لنابليون هو ترك بذور الشر في الوطن وخاصة حين عين نظارا علي اوقاف المسلمين من الشوام والمصريين المسيحيين وخاصة الاوقاف الخاصة بكتاتيب حفظ القرآن الكريم وبالقراء وجعل جباة الضرائب من غير المصريين فأوقعوا بالناس ظلما فادحا وتفريقا بينا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف