عبد الرحمن فهمى
لا داعي لأي إحباط منتخب مصر.. بخير
لم تزعجني نتيجتا فريقنا القومي الحبيتان.. رغم اشتراك اللاعبين المحترفين الكبار أمل مصر في المونديال القادم.. أمل مصر في الوصول إلي النهائيات بإذن الله بعد طول غياب.. ثم أمل مصر أيضا خلال البطولة نفسها.. فعادة اللاعبون المحترفون الكبار لا يعطون المباريات الحبية كل جهدهم مع عدم الحرص علي النتيجة.. سلامة اقدامهم وسيقانهم أهم من نتيجة اية مباراة حبية.. عكس المباريات الرسمية ذات النتائج الهامة.
وهذه عادة قديمة.. عادة خاطئة ومزعجة ومرعبة للمدربين!! إذا كنت قوي الملاحظة ستجد ان اللاعب المحترف الكبير لا يشترك في لعبة خشنة مشتركة مع لاعب آخر وخصوصا حراس المرمي خلال اية مباراة حبية!!
بل أكثر من هذا.. زمان في الخمسينيات والستينيات حينما كانت الكرة أهم شيء في مصر خاصة بعد الغاء الاحزاب وحل محلها الأهلي والزمالك.. كان اللاعبون يفضلون الاحتفاظ بجهدهم والمحافظة علي سيقانهم في المباريات الدولية والقارية لكي تفوز انديتهم!! كان النادي يوما ما أهم عند اللاعب الكبير المشهور من فريقه القومي.. عانينا فترة ليست قصيرة من ولاء اللاعب لناديه أكثر من المنتخب لأن النادي خيره كثير ومزاياه أكثر.. كان النجوم يظهرون في الأفلام والاعلانات وفي المسلسلات وعلي المسارح وكل شيء بثمنه!!
***
هناك مدربون كبار لهم ثقلهم وتاريخهم يرفضون المباريات الحبية.. لماذا؟ لأنهم أشد حرصا علي سلامة لاعبيهم من اللاعبين انفسهم.. اصابة لاعب كبير قبل مباراة هامة خسارة للفريق من اي استفادة ممكنة من عشر مباريات حبية تجريبية.
وعلي زيوار احسن مدير كرة عمل بالأندية له رأي آخر.. لا يحب ولا يميل لحكاية المباريات الحبية أو التجريبية.. أو أي اسم آخر.. لماذا يا عم علي زيوار؟ لأن اللاعب بل الفريق كله يجب ان يتعود علي الفوز باستمرار.. اللاعب الذي ينزل المباراة وعقله الباطن ان هذه المباراة ليست هامة ونتيجتها ليس لها اية أهمية شيء في منتهي الخطورة علي الفريق كله.. فقد يحدث هذا أيضا في مباراة رسمية لأن الفريق المنافس فريق متواضع ولن يفوز وهنا تحدث الكارثة.. بطل الدوري ينهزم من فريق صاعد من دوري المظاليم وتضيع ثلاث نقاط مثلا!! ويضيع مجهود موسم بأكمله.. مصيبة!! إذن لا داعي للمباريات الحبية أصلا!!
لا تقل لي: مهمة شحن اللاعبين قبل المباراة مهمة المدرب بل أيضا النادي ومجلس ادارته كله.. ابدا.. مادامت المباراة ليست لها أهمية تعود علي اللاعب بصفة خاصة فالكلام سيدخل من أذن ليخرج من الأذن الثانية.
كان علي زيوار يفضل ما يسمونه "الحميمية" بين أفراد الفريق وبين الفريق وجهازه الفني.. لذلك كانت هناك مدرسة داخلية أجنبية في شارع أبوقير بالاسكندرية.. كان علي زيوار يستأجر هذه المدرسة لمدة اسبوعين قبل الموسم مباشرة لعمل أجمل معسكر.. فيه تصييف في بحر الشاطبي في الصباح ونزهة بالاسكندرية في المساء في المسارح والمهرجانات والسينمات.. يتخلل ذلك ثلاثة تمرينات جادة.. لم يعسكر الأهلي في هذه المدرسة إلا وفاز بالدوري وأحيانا بالدوري والكأس!!
***
وبعد.. لا تخافوا علي المنتخب.. فهو يضم عددا لا بأس به من النجوم الكبيرة ولكنه يحتاج إلي معسكر دائم حتي ولو بدون محترفي أوروبا بشرط ان يكون معسكرا فيه ترفيه وتسلية.. وأيضا حب واخوة وننسي الحكاية السخيفة اياها الأهلي والزمالك وما بينهما.. ياريت معسكر في العين السخنة أو في الجونة ضيوفا علي الأخ ساويرس.. مثلا.. المعسكر الترفيهي خير من عشر مباريات حبية!! ما رأيكم؟