الصباح
سامح مجدى
ليلة بكى فيها «الساحل الشمالى »
الزمان.. الأحد الماضى
المكان.. الساحل الشمالى..كله
الحدث.. انقطاع كامل للكهرباء

التفاصيل... تفاجأ رواد الساحل الشمالى بأن معاناة يوم واحد فقط من انقطاع خدمة أساسية مثل الكهرباء عنهم قد أربكهم تمامًا. وشوهد الزوار و الرواد من أعلى شرائح مصر اقتصاديًا واجتماعيًا وهم يضطرون للبحث فى حالة غضب عن طريقة يواصلون بها سهراتهم. الربكة كانت كبيرة. والتلميحات بأن الدولة قصرت معهم، ولم تراع ظروفهم كانت مثار تعجب. وبحث أصحاب أماكن السهرات عن مولدات كهربائية لمنع توقف حجوزات وسهرات هذا اليوم كانت أكثر مدعاة للدهشة.
ما توارد إلى ذهنى وأنا أتابع تفاصيل هذا الحدث أن هذه الطبقة من رواد الساحل لم تفكر أن ما حدث معهم فى (يوم واحد فقط ) كان يحدث مع ملايين المصريين طيلة سنوات وعقود سابقة. وأن رجلًا تولى رئاسة مصر منذ أقل من عامين فقط قام بحل هذه المشكلة ونهائيًا. وقد كلف هذا الدولة مليارات الجنيهات، وجهدًا كبيرًا حقق إنجازًا جعل من انقطاع الكهرباء بشكل عابر وليوم واحد وفى مكان واحد حدثًا سبب لرواد الساحل كل هذا التوتر.
هؤلاء الذين انزعجوا جدًا.. ممن يدفع أبناءهم آلاف الجنيهات يوميًا من أجل قضاء سهرة. والذين ينفقون فى أسبوع أو اثنين ما ينفق على 10 أسر مصرية فى شهر لماذا لا يفكرون جديًا فى مسئوليتهم تجاه هذا البلد ؟

إن هناك فارقًا كبيرًا جدًا بين رجال أعمال أو غيرهم ممن يريدون قضاء إجازة سنوية معقولة ومريحة من عناء عمل عام بأكمله. وبين كثيرين جدًا فى (دولة الساحل الشمالى) ممن يعتبرون أن دورهم هو جمع الثروات طيلة العام ثم الإنفاق ببذخ واستفزاز. حتى طريقة السهر ونوع الحفلات تؤكد أن هؤلاء يعيشون فى مجتمع آخر ويريدون ألا يكونوا مسئولين عن أى شىء.. حتى وهم يرون مصر تمر بواحدة من أخطر مراحلها.

إن هناك من جمع المليارات خلال سنوات من عمليات استيلاء على أراضٍ قام بإنشاء كومبند عليها دون أن يدفع مستحقاته للدولة. وهناك من ينفق قرابة المليون جنيه أو أكثر فى أيام فى مسابقات الأثرياء من أجل إظهار النفوذ. هؤلاء لو فكروا فى أن مصر كانت وقبل تولى الرئيس السيسى مهام منصبه كانت بلدًا على وشك الاقتتال الأهلى. بلا أمن و لا أمان. و بأزمات طاحنة أدت لانقطاع الماء والكهرباء وباقى الخدمات. لكنها استطاعت تجاوز هذا. وبدأت تخطو خطوات جيدة. لعرفوا أن واجبهم بل حتى مصالحهم المباشرة تقتضى منهم أن يتخلوا قليلًا عن هوس الإنفاق الفاحش وهيستريا التهرب من مستحقاتهم تجاه الدولة والمجتمع. وأن يبدأوا دعمًا حقيقيًا لمصر. يمكن لهؤلاء أن يقوموا ببناء عشرات المستشفيات بطول مصر وعرضها. ويمكنهم أن يؤسسوا نماذج لجامعات خاصة متطورة تخدم البحث العلمى. ويمكنهم قبل هذا وذاك أن يدفعوا مساهمات حقيقية للاقتصاد المصرى من فوائض ثروات تراكمت على مدار سنوات وفى الغالب بطرق غامضة
لقد عاش هؤلاء يومًا طويلًا لمجرد انقطاع الكهرباء ليلة واحدة.. هل يريدون لمصر أن تواصل البناء.. أم يريدون العودة إلى فترات أزمات طاحنة تعصف بالجميع. الاقتصاد الآن فى أخطر مراحله.. والدولة تلجأ للضرائب وهو خطأ كبير. فإذا لم يتحرك هؤلاء من تلقاء أنفسهم على الدولة أن تلجأ وفورًا لتنفيذ ما قاله الرئيس السيسى فى بدايات حكمه مخاطبًا المتقاعسين عن دعم الاقتصاد المصرى حينما خاطبهم قائلًا «هتدفعوا.. يعنى هتدفعوا».. لكن هؤلاء حتى الآن يفضلون أن ينفقوا الملايين فى سهرة فى كافيه(طبلة ) على أن يدفعوا فى صندوق ( تحيا مصر )!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف