المحافظون الجدد للقاهرة والإسكندرية والقليوبية والفيوم والمنيا والسويس.. أمامهم مهام جسيمة.. ومسئولية كبيرة.. والبحث عن حلول للمشاكل المتراكمة التي يعاني منها سكان هذه المحافظات.. وفشل المحافظون السابقون في حلها.. فمنصب المحافظ مسئولية وطنية تتطلب "ضميرا وطنيا حيا" يتفاعل مع الناس ويتواصل معها لإزالة معاناتها اليومية مع المرافق العامة.. فالمنصب ليس وجاهة اجتماعية تتحرك بسيارة مرسيدس فارهة سوداء في حماية طاقم حراسات مدجج بالرشاشات أو الطبنجات.
تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي للمحافظين الجدد واضحة.. وهي العمل علي حل مشاكل المواطنين.. بشفافية ونزاهة ومكافحة الفساد.. والتعاون والتنسيق مع مختلف الوزارات لتوفير السلع الغذائية وضبط الأسعار.. لأن التنسيق والتناغم يؤدي لأفضل النتائج.
أعتقد أن أهم وأصعب مهمة للمحافظين الجدد هي مواجهة الفساد في المحليات لأن الفساد المستشري بين مسئولي المدن والأحياء هو سبب كل البلاء.. ووراء تدهور الخدمات.. والمخالفات والبلطجة السائدة في شوارع مصر.. فالرشاوي وراء كل "البلاوي".
لكل محافظ مهامه ومسئولياته.. ولكن دائماً محافظ القاهرة يكون في بؤرة الاهتمام وتحت عيون الكاميرا.. وألسنة النقد اللاذع.. ولا ينجو من لدغات أقلام القراء وشكاوي المكلومين.. والمظلومين.. وأيضا محافظ الإسكندرية ولكن بدرجة أقل.
مجرد أن توجه محافظ القاهرة الجديد المهندس المحترم عاطف عبدالحميد لمقر المحافظة لبدء ممارسة مهام عمله.. تعرض لنقد لاذع.. عقب جلسة عمل مع اللواء أحمد تيمور نائب المحافظ الذي من حقه أن يحزن لأنه قام بعمل المحافظ عدة أشهر وكان يحدوه الأمل في تولي المنصب.. ولكن خاب أمله ولم تأت الرياح بما تشتهي السفن.
بعد انتهاء جلسة المحافظ عاطف مع نائبه تيمور المكلوم.. نزل الاثنان إلي ساحة سيارات المحافظة.. فاختار المحافظ المرسيدس ليستقلها.. وهنا انطلقت حملات النقد اللاذع.. علي بعض المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي.. لماذا اختار المرسيدس وليس البي إم.. وهل تستطيع المرسيدس العريضة دخول الحواري والأزقة الضيقة والزنقات الخانقة..؟!
والبعض تساءل لماذا تختارون محافظاًَ كان وزيراً تجاوز السبعين من العمر..؟
هذه الأسئلة كلها مشروعة ومن حق الناس المعرفة والنقد.. ولكن بصراحة أقول إن المهندس عاطف عبدالحميد الذي كان رئيساً لمصر للطيران يتمتع بحيوية وكفاءة عالية وقدرة علي القيادة بشفافية.. وأعتقد أنه سيتصدي بقوة لفساد المحليات والأحياء بالعاصمة.. لمنع الرشاوي التي كانت سبباً رئيسياً في تشويه العاصمة بعشوائيات خطر.. واستيلاء البلطجية علي الشوارع والأرصفة.. وغيرها من أعمال فوضي أضرت بالناس وأساءت للوطن.