عبد الرحمن فهمى
حمدي قنديل.. سلامتك ألف سلامة
أجري الصديق والحبيب حمدي قنديل جراحة تغيير مفصل الفخذ منذ يومين.. وهي نفس العملية الجراحية التي أجريت لي منذ فترة قصيرة.. أجريت لي هذه العملية مرتين ورا بعض!!!! الأولي في الساق اليسري ثم بعدها في الساق اليمني بعد فترة قصيرة إثر سقوطي مرتين علي ظهري.. في منزلي وليس فوق أسفلت الشارع ولا فوق طوب حديقة مثلاً.. الناس من الجنسين تسقط عشرات بل مئات المرات وتقوم ولا شيء أكثر من تنظيف الملابس.. الرياضيون والأطفال يسقطون ويقعون آلاف المرات دون أي تحطيم للعظام!!!! ولكن يبدو أن العمر والسن له دخل في هذا الموضوع قد يكون هذا بالنسبة لي ولكن الصديق حمدي قنديل لازال ممسكاً بذيل الشباب الذي ودعه أمثالي منذ زمن بعيد كما قالي لي الأطباء لأن العظم أصبح هشا.. بل سمي هذا المرض بهشاشة العظام!!!
ــ ما العلاج؟؟
ــ العلاج قطعة غيار.. مفصل جديد يتم تركيبه مكان المفصل القديم الذي تحطم تماماً!!!!
ــ قطعة غيار!!!!.. حتي العظام أصبح لها قطع غيار!!!!
ــ نعم.. إذا كان القلب له قطعة غيار تستبعد ذلك علي العظام!!!!!
رحم الله الطبيب الإنجليزي الأصل من مواطني جنوب إفريقيا أجري عملية في مدينة كيب تاون في الستينيات وضع فيها قلب رجل مات مكان قلب مريض وعاش المريض الذي كان ميئوساً من شفائه سنوات!!
الطب تقدم.. حكاية الجبس والمسامير البلاتين وغيرها أصبحت مودة قديمة!!! هناك قطع غيار لكل مفردات جسم الإنسان مثل السيارة!!!
ــ بكام يا جماعة المفصل الصناعي!!
ــ لن نقول لك الآن!!!
ــ لماذا؟
ــ حتي لا ندخل في مشكلة طبية ثانية!!!! سيغمي عليك فوراً!!!
لذا كنت مصراً علي ألا أجري العملية الثانية حرصاً مني علي مصاريف أحفادي في المدارس الأجنبية!!!.. لولا حقنة ظننت أنها حقنة مهدئة مخففة للآلام.. فإذا بي أخرج من الدنيا بعقلي وعندما عاد العقل إلي الجسد بعد فترة لا أعرفها.. الكل حولي يقولون لي:
ــ مبروك.. تم تركيب المفصل رقم اثنين!!!!
***
أعود إلي عملاق الإعلام الذي يرقد الآن علي السرير الأبيض.. شفاه الله وعافاه.. الإعلامي الليبرالي ذو المبادئ والقيم حمدي قنديل الذي يجوع ولا يتخلي عما يؤمن به من أخلاقيات السياسة العليا.. ترك بيته الذي شارك في بنائه وجذب الناس نحوه ينتظرونه في برنامجه الجاد التي كانت تهز "جبال السلطة".. ترك بيته لمجرد مفاتحته في أن ينسي لحظة ما يحتاجه الوطن والشعب.. حمل "قلم الرصاص" وأطل علي محبيه في العالم العربي من قناة أخري.
حمدي قنديل أحد الذين مهدوا لثورة يناير.. وأحد الذين توجسوا خيفة من النهاية غير المتوقعة التي أثيرت حولها أقوال كثيرة.. وحاول مع آخرين تدارك الموقف بقدر الإمكان.. ولكن الظروف كانت أقوي وتيار الرجعية أراد أن يسيطر للابد فكانت مواقفه المعروفة.. وقامت الثورة الثانية المكملة.. ولا أنسي في حياتي عشق حمدي قنديل لجمال عبدالناصر.. وعدم تمالكه نفسه يوم وفاته.. وهو ينعيه ويبكيه في وقت واحد.. وفي القناة الأخري جلال معوض يبكي بحرقة ويكاد ينفي وفاته!!!!.. ربما كان هذا هو وجه الخلاف السياسي الوحيد بيني وبين عملاق ماسبيرو الكبير.. ورأيي أن عبدالناصر لاشك رجل وطني نزيه لأبعد الحدود ــ وسبق أن كتبت هذا ــ ولكن خياله رسم له أماني توسعية ضخمة لم يستطع تحقيق أي شيء منها لأنها كانت أكبر من قدراته.