عباس الطرابيلى
لماذا.. يوم الحكومة بسنة!
لو تعمقنا فى مفهوم كل الأمثال الشعبية لوجدنا العجب والعجاب.. ومن هذه الأمثال ما يقول: يوم الحكومة.. بسنة! وهو المعنى المؤدب للتعبير الدارج «موت.. يا حمار».
وسبب مقالنا اليوم ما خرج من مجلس الوزراء منذ ساعات من أنه المجلس وافق من حيث المبدأ على التعاقد مع شركتى التاكسى النهرى، وتفويض وزارة النقل فى ذلك، مع مراجعة الشروط والمواصفات، وتشكيل لجنة وزارية لمراجعة اشتراطات عمل المراسى والاشتراطات البيئية.. وغيرها، أى أننا لسنا فى مراحل الدراسة، والمناقشة.. والاتفاق!
<< وفكرة الاتوبيس النهرى - أو تطويرها الحالى إلى التاكسى النهرى، قامت منذ عشرات السنين لاستغلال موقع مدينة القاهرة كمدينة طولية تمتد على شط النيل لمسافة 40 كيلومترًا من شبرا الخيمة وإلى حلوان وللتخفيف من حدة زحام المرور الأرضى بحكم أن عمق المحروسة قليل فهى محصورة بين المقطم.. والنيل.
ولابد هنا من استغلال النهر فى نقل الركاب وتتقاطع عليها وسائل النقل السطحى - والنفقى أيضا - لنستغل «مجرى» النيل فى نقل الركاب.
حقيقة هناك تخوفات من عدم تأمين مراسى هذه العائمات حماية للركاب من أى احتمالات.. وضرورة توافر وسائل انقاذ عصرية وسريعة وآمنة للتحرك السريع والتدخل للانقاذ.. ولكن يجب ألا نهمل هذا المجرى المائى الممتد على طول القاهرة.. ومن المؤكد أنها وسيلة أسرع من أى وسيلة برية أخرى.. وتخيلوا راكبا يقطع المسافة من شبرا الخيمة، أو روض الفرج إلى قرب حلوان.. وكيف تستغرق هذه الرحلة حوالى 100 دقيقة.. بل وأكثر.. ثم يقطعها بالتاكسى النهرى - أو الاتوبيس النهرى فى حوال نصف هذه المدة.. رغم ما فيها من متعة حسية.. أى شتان بين العرق والتعب بالطريق السطحى.. ونزهة على نهر النيل، وفى الهواء الطلق.
<< ونسأل هنا: ما سبب كل هذا التأخير.. إذ ما أسرع أن نبنى هذا الأسطول النهرى فى مدة أقصاها ثلاثة أشهر، فى ترسانات السويس أو الإسماعيلية أو بورسعيد، أو ورش دمياط وحتى ورش إمبابة وغيرها.
أم يا ترى لابد من «مراكب خوجاتى» بتاعة برة! نقول ذلك لأننا انشأنا أول أسطول للاتوبيس النهرى عندنا، فى ورش هيئة قناة السويس فى منتصف الخمسينيات وما بعدها؟، ثم لماذا ننتظر فى تجهيز المراسى ولماذا لا نبدأ العمل فيها من الآن ونحن نقوم ببناء التاكسى النهرى المطلوب مع تجهيز المراسى وتزويدها بوسائل الانقاذ العصرية.. وهل يمكن أن تسرع وزارة النقل فى هذه المهمة.. حتى يرى هذا المشروع «الجديد.. القديم» النور قبل بداية العام الجديد.
<< نقول ذلك لأن فكرة التاكسى النهرى بدأت منذ كان الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظا للقاهرة.. أى يعرف بداياتها وتطوراتها وأعلم كم يهتم بالتخفيف من الازدحام الرهيب فى النقل السطحى وتوابعه من النقل خلال مترو الأنفاق.. فهل يكمل هذا الرجل - بكل قدراته التى نعرفها عنه - هذا الحلم لنستكمل مثلث النقل، قبل أن نغلق شوارع القاهرة بأيدينا.
أنا أثق فى ذلك.